للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بشرية ووجوه بشرية ترى في أول الأمر منفصلة منعزلة ثم تلتم وتتحد فتسكتمل منها صور إنسانية. وأن كثيراً من الفوتوغرافات تمثل لنا هذه الأشباح الغريبة في أحجام أصغر من حجم الإنسان الحي كما يرى من الفوتوغرافات المأخوذة عن حواء الآنفة الذكر. وبعض هذه الوجوه المترائية تمثل صوراً ذهنية كانت تقوم في ذهن حواء وقت التجربة ثم تقمصت تلك المادة فتراءت بارزة عن ضمير نفسها للعيان في الهواء الجوي وقد وجد بعض الشبه بين تلك الأشباح المترائية وبين صور كانت حواء قد نظرتها من قبل وخزنتها في وعاء ذاكرتها. فمن ذلك شبح كان يشبه المسيو بوانكاريه عبوس الوجه متنمر مكفر. ومن هذه الأشباح شبح يمثل لفظة المرآة مكتوبة بحروف الطباعة فوق رأس الوسيطة وقد قال بعض النقاد أن هذا يدل على أن الوسيطة كانت قد أخذت في ذاكرتها إذ ذاك تلك الجريدة المسماة هكذا المرآة وإن كان أعياهم تعليل هذه المسألة وإبداء السبب الباعث لها على التفكير في جريدة المرآة ساعة استحضارها صورتي هذين السياسيين في ذاكرتها وأي علاقة بين الرجلين العظيمين وبين جريدة المرأة. أما الوسيطة نفسها فقد عللت هذا باحتمال أن القوات المتحركة ربما أوردت فكرة المرآة هذا لتدل على أن ما عرض إذ ذاك من صورتي الرجلين لم يكن طبق الأصل (أي صورتيهما الحقيقيتين) وكان كما يشاهد في المرآة منعكساً.

ولعل القارئ لم ير حتى لآن علاقة ظاهرة بين هذا ونظرية استحضار الأرواح. فليعلم إذن أن حواء عندما تكون في أحسن حالاتها قد يتكون امامها شبح كامل. على أن هذا لا يكون إلا في الندرة ويصحبه عاددة تأثير في حالتها الصحية وهذا الشبح يمثل شخصاً ميتاً ثم ينفصل انفصالاً تاماً عن جسم الوسيطة. ثم يهبط على هذا الشبح شخصية تدعى أنها شخصية إنسان ميت أو لعلها في الحقيقة شخصية ذلك الميت فتتقمص الشبح المذكور فتهب فيه روح الحياة وتتنفس فيه فيتحرك ويتكلم ويعبر عن عواطف الروح المتقمصة فيه. ولقد جاء في خاتمة تقرير بيسون الآنف الذكر الكلمة الآتية: أنه منذ انعقاد هذه الجلسات وبعد ذلك قو شوهد أن الشبح يتراءى برمته ويبرز بحذافيره من الخلوة وينطلق لسانه بالكلام ولقد سار وتحرك حتى وصل إلى المدام بيسون فاعتنقها وطوق ذراعيها قربتها ثم قبلها. وقد سمع في المكان صورة القبلة. فهل رؤى قط مثل ذلك ختاماً لبحث علمي؟ إلا أن في