للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في بيتها فلما هدأت الرجل فيدارهم تسللت في جنح الظلام فجاءت إلي ولبثنا ساعات نتهامس والفيران حولنا تجري هاربة وقد اجتمعت نيتنا على أن أكون زوجاً وتكون هي زوجتي فلما طلع الصبح جاءت تحمل لبناً وبيضاً وقبلتني ووقفت تنظر إلي ولكن لم نلبث أن سمعنا صوت خالها في فناء الدار ممتزجاً بصوت معلمي مسترجرين وكانت الأصوات حادة كأنما كانا في غضب ومناقشة حارة.

وسمعت معلمي يقول لصاحبه وهو يحاوره لا بد أن يكون هنا لقد دلنا كلبه على هذا المكان.

وفي الحال أبصرت بالكلب قد وثب فكان على مقربة منا وجعل ينبح نباحاً طويلاً وصاح المستر جرين لقد كنت واثقاً من ذلك وصعد يريد مكمنناً ولكن خال الفتاة كان أسبق إليه وهو يقول: إذا لم تصدقني فسنجد المكان خالياً.

ولكنهما وجدانا مشتبكين متعانقين تحت ظل تعريشة في الركن.

قال معلمي ببرود: ما شاء الله

ودنا خالها مني فألقي يده على كتفي كأنها من حديد وقال أيها الكلب الصغير سأعلمك كيف تختبئ مع العذارى الساذجات ورفع عصاه يريد أن يهوي بها على رأسي.

فصاح به مستر جرين مستوقفاً وألقى في ذاته بضع كلمات فتراجع فتراجع الرجل مذعوراً وقال:

ماذا تقول: الأمير. . . وجعل يكررها وقد رفع قبعته عن رأسه وقال للفتاة وصوته يرعش رعباً ودهشة أيتها الحمقاء حيي التحية الملوكية.

وإذ ذاك رأيت الفتاة ترفع مئزرها وفي عينيها نظرة ذهول كأنما لم تدرك شيئاً وأدت التحية.

وقال المستر جرين تفضل يا صاحب السمو فمشيت في أثره وخرجنا من البيت.

وهنا قالت الأميرة: ثم لم ترها بعد ذلك اليوم.

قال الأمير بل إنني لأراها كلما أردت. ليس عليَّ الآن إلا أن أغلق عيني فأراها ولا ريب في أنها أصبحت الآن فتاة جميلة ولكن قدر علي أن لا أكون رجلاً.

وهنا التفتت العروس وقد شعر بالدهشة من جرأته على قول ما قال. وراح مستطرداً يقول.