للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بدون بحث فقد تكون تنظيماً أو حرباً أو نشر دعوة. وأهونها جميعاً القتال في الجيش وإننا لنعد أنفسنا في راحة وبطالة إذا تلقينا الأوامر بالانضمام إلى الجيش. إننا نخضع لأنظمة من السلوك والآداب رفيعة لا يحتملها غيرنا. يدلك على هذا أن الضابط البولشفي يعاقب بالقتل إذا أمسك في شراب ويقتل الموظف البولشفي إذا سرق أو تقبل رشوة. أما غير البولشفي فيعاقب بالسجن على هذه الجرائم نفسها، فليس ثمة ما يبعث الناس إلى الانضمام إلينا إلا شعور سام بالفكرة التي ندين بها.)

ونقاد البولشفيين وأقسى خصومهم يقرفونهم عادة بأنهم يستبيحون لأنفسهم من الترف والنعمة ما لا يتوفر لخصومهم. والتهمة باطلة بطلاناً تاماًًَ ولقد أتيح لي أن أراقب البولشفيين عن كثب واختلطت بهم (في مؤتمر الصلح في منسك) فرأيت أكبر موظفيهم يعيشون عيشة أبسط عمالهم ومسترزقيهم. ومقر الوزارة في قصر الكرملين في موسكو لم تكن قبلاً إلا بيوت ضباط حرس القصر. والحق في هذه التهمة - إذا كان لا بد من تقرير الحق - هو أن الموظف البلشفي أو غير البلشفي يتمتع بشيء من الراحة والميزة في أسفاره إذا كان موفداً في عمل رسمي للحكومة. وإن الذين يعملون في أعمال خطيرة كرجال الجيش والتعليم وصناع الذخائر يعطون من المؤن أكثر مما يعطى غيرهم وهذه الميزة متمتع بها البولشفي وغير البولشفي وهي مطلوبة للضرورة الباعثة عليها إذا أريد جعل الكفاءات الفنية موفورة الكرامة.

ويذاع مما يؤاخذ به البولشفيين أيضاً أن توزيع الطعام والملبس تراعى فيه المحسوبية والتحزب ومصداقاً لهذا أقول انه اكتشفت في الأقاليم حادثة من هذا النوع ولكن مما يقال دفاعاً عن البولشفيين أن مفتشيهم هم الذين فضحوا الجريمة وأبرزوها للتحقيق مما يدل على أنهم يكرهون مثل هذه الجرائم ولا يشجعونها والرشوة والمحاباة داآن معروفان في روسيا وقد تكون هناك جرائم أكبر مما اكتشف الآن السبيل إلى إذاعتها قط ولكن الحق يقضي إنصافاً للنظام البلشفي أن نقول أنهم يعاقبون المجرم المتهم بالرشة أو المحسوبية بالموت وهم من صرامة العقاب يزيدون الجرائم ولا يقللونها ذلك أن الناس يكرهون أن يدل بعضهم على بعض ويقودوهم للموت.

وتأليف هذا الحزب مثير للدهشة باعث على العجب. ذلك أن حزب الشباب. وأنا أسوق