للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في حجرتك، ولا تظن أنك واجد عناء في هذه المهمة، فحسبك أن تكتب ظروف الخطابات. وأما عما تضعه في داخلها فلا أسهل عليك من جمع الإعلانات التي تجدها ملقاة على الموائد في القهاوي والحانات ووضع كل إعلان منها في غلاف من تلك الغلف التي عنونتها بأسماء الطبقات العالية، فإذا أصبح الصباح جمعت الظروف كلها وطلبت الخادم فسألته عن مكان مكتب البريد ولكن لا حاجة بك إلى إرسالها حقيقة إلى البريد ورميها في صندوقه لأن غرضك قد تحقق. وقد وقف الخادم يرقب هذه العنوانات وهوفي أشد الذهول استعظاما لشأنك. ولا تخشى من هذه الناحية على قائمة الحساب ولا تخف ارتفاع الأثمان. بعد أن تم لك ما أردت من الهيبة والاحترام.

وهناك طريقة ثالثة وهي الالتجاء إلى التليفون والانتفاع بهذا المخترع الحديث. أطلب من (الكومبانية) أية نمرة تجدها في قائمة المشتركين تدل على اسم عظيم، وتخير أكبر رأس في البلد فاطلبه في التليفون دون خشية شيء، فإن القانون لا يمنع ذلك ولا يحظره فإذا أعطيت النمرة واتصل الطريق بالقصر الذي أردت أن الوسيلة لتحقيق غايتك من (بلف) الخدم الوقوف حولك، وصاحب الحان الجالس على منصته يرتقب الطالع والداخل، والمتكلم والصامت، إذن فاسأل مخاطبك في الجهة الأخرى هل القصر هوخاصة الأمير الفلاني. بعد أن تكون قد تخيرت اسما أجمد من الاسم الذي طلبته، ولا شك في أن الخادم سيجيب سلبا. ولكن مقامك في القهوة أوالفندق أصبح بذلك محفوظا معظما مبجلا.

الرابعة في مجموعة الطرق هي أنك إذا نزلت بفندق للمكث أياما معدودة، فمر الخدم دائما قبل ذهابك إلى مضجعك بأن يوقظوك في بكرة الصبح التالي، ولا تستيقظ إذ ذاك إلا في الضحى العالية ولعلك تسألني عن السبب الذي جعل لهذه كل هذا التأثير الذي نشاهده فأنا أعترف لك بجهلي ذلك السبب ولكن أظن أن السبب هوالجمع بين النشاط الذي تظهره بالتفكير في اليقظة أومحاولتها. وبين الترف الذي تبديه بالتأخير في الخروج من السرير. والنشاط والترف هما الصفتان اللتان تظفر من الأصاغر والعامة والسوقة بأشد الإعجاب إذا شهدوهما في الطبقة الحاكمة التي تدعي أنك من أهلها. ثم لا تنسى التأثير الذي يحدث في نفوس الخدم من طلبك الشيء ثم الرجوع إلى محوه وإلغائه.

والطريق الخامسة هي أن تكون قوياً عظيما في نفسك. خلقت للرئاسة والزعامة والقيادة.