ويلي على ابن الخبيثة والله لوكانت في شدقي للكتها إلى العصر.
ومن هذا الباب أيضاً ما جاء في مأساة (السياحة البحرية) للشاعرين الجليلين الإنكليزيين (بومون) و (فلتشر) على لسان (جوليتا) والقبطان البطل وزمرته الشجعان.
جوليتا: ويحكم أيهم المتمردون. أما علمتم أن في استطاعتنا إعدامكم؟
القبطان: بلى. وأنت أما علمت أن في استطاعتنا أن ننعدم ونهزأ بك ونحتقرك.
هذه - وأبيك - أجوبة محكمة. صادرة عن أفئدة مضرمة. وكلمات مأثورة نقطة فائضة من أرواح كبيرة. قد أصبحت لفرط عظمتها تستهين بالعروش والتيجان. والسطوة والسلطان. وتلهو بالمحن العظام. والكرب الجسام. وتلعب والخطب مشمر من ثيابه. وتضحك والموت كاشر عن نابه. وقد ما كان الضحك زهرة الفطرة السليمة. واللعب ثمرة الشيمة القويمة. ولا بدع فأجسم حوادث الدهر وكوارث الزمن أحقر في عين البطل وأضأل من تثير خاطره وتكدر صفو باله. فالحق عنده والواجب أن تكون الحياة كلها عيدا وعرسا وأن تصدر منه أعماله الكبار. وكأنها النغم الرخيم منبعثا عن الأوتار. أو كأغاريد البلابل والقمارى. حتى ولو كانت هذه الأعمال هي تقويض دولة الأشرار. وثل عروش الجبروت والفجار. وتطهير أديم الأرض مما قد لوثه من خبائث الطغاة. وإنقاذ العالم مما قد جثم على متنفسه وشد خناقه من جرائم الظلمة والعتاة. ونحن ما زلنا نرى العظيم في كل زمان أومكان ينبذ النواميس المتبعة والتقاليد المألوفة ظهريا منتهج سبيل غريزته. ممثلا دوره المجهول عليه بفطرته. أصم عن العازلين معرضا عن المعارضين جاعلا تحت قدمه ودبر أذنه صيحة الساخطين. وصرخة الناقمين. فلو استطعت أن تجمع في مخيلتك أبطال العالم وعظماء الدهر منذ بدأ الخليقة فتستشف ثمت حقائقهم وأكناههم إذن لبدوا لعين بصيرتك كأنهم صبية يلعبون وغلمة يمرحون ويعبثون. وإن بدوا لأعين الجماهير متلفعين أردية الجد والتوقير. متسربلين حلل الأبهة والنفوذ والتدبير.
قد تصادف في كل مليون إنسان واحدا تستبيك منه شيم أحلى من المدام. وأشجى من الأنغام. وأشهى من المنى والأحلام. وتستصبيك منه شمائل. أرق من الأصباء والشمائل: في أريحية كما اهتز الجسم. ولوذعية مثلما ائتج الضرام فإذا بحثت عن سر هذا التفوق والنبوغ ألفيته الشذوذ عن مألوف العادات. ومحترم السخافات. وما يعظمه الجمهور من