للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مشروع الأضاليل. ومقدس الأكاذيب والأباطيل.

وكذلك شيمة البطل العظيم سعد وهذه شمائله وتلك أخلاقه وهوذلك الفذ الأوحد الفريد النادر المثال المنقطع القرين الذي لا ترى في الملايين نده ونظيره ولا يجود لك كل جيل بمثله. وهواللغز الدقيق لا تدرك منه الأفكار إلا القشور والكوكب النائي القصي لا تنظر الأبصار منه غير النور، وسائره محجوب مغيب عن الأفهام والأوهام مختبأ في ثنايا عظمته المهيبة. وغضون بطولته الوعرة الرهيبة. ومتى البطل للجماهير مفهوما. وللجماعات مدركا معلوما. ومع خضوع أوروبا لنابليون وانقيادهم لأدنى لفظة من لسانه وإشارة من بنانه هل كانت تدرك حقيقة سره. أم استطاعت أن تحل لغزا وتكشف مكنون أمره؟ وهل استطاع الناس أن يفهموا قيصر وهانيبال وتيمورلينك وكولومبس ولوثر وغاليلوإلا بعد أن نفض لهم التاريخ من كل جعبته. ومحض حقيقته. وكذلك شأن سعد بطلنا العظيم. فقل للناقد المدقق. والمتنطع المتحذلق، الذي يحاول قح وغفل وغرورا أن يضع البطل الرهيب تحت مجهر نقد الأعمى. ألا فلتلقين مقياسك ولتطرحن نبراسك ولتكسرن معيارك. ولتحطمن مخبارك ولتخسأن هيبة ولتطرقن رهبة. ثم لتنكصن على عقبيك ولتنجون بنفسك الضئيلة ولا تحاولن مرة أخرى أن تتعرض للطوفان فتغرق. وللبركان فتحرق. وابغ لك يل صاحبي بدل ذلك حلة أنيقة. أوزوجة رشيقة. وابذل جهدك بعد ذاك في نيل وظيفة عالية ودرجة سامية وماهية تشفي الغليل. وتهبك الفيتون والأتوموبيل. واتخذ يا قرة العين قصرا وإيوانا. وجنة وبستانا. وأمتعة وأثاثا. ثم خلف كما تشتهي ذكورا وإناثا. واقض يا منية القلب أيامك الهنية بين البيت والديوان. والقهوة والحلواني. واشتم مرؤوسك وارتعش أمام رؤسائك وجمل هندامك. ورنح قوامك. وسمن أردافك. ونجد لحافك. واضحك واطرب وارقص والعب وحب واكره وغش واخدع ونافق وداهن وحاسن وخاشن. واسلك سبيلك الوضيعة الخسيسة الدنسة القذرة التربة الوحلة الملتوية العوجاء. الخبيثة النكراء، وبعد ذلك مت كما تحب وتهوى وتغسل بماء الورد وتكفن بالحرير واذهب إلى دار الآخرة في أفخم موكب بين صراخ الأحباب ولطم الكواعب الأتراب ونشيد أولاد الكتاب واندفن كما تتمنى في قبر من المرمر المسنون، تحت أفياء النخل والزيتون، وكذلك تفز بالسعادة والنعيم في حياتك ومماتك ويرحمك الله. ولكن لا تتعرض إلى الأبطال ولا تطأ حرم العظماء من