الأوروبية ولا يربطها بتركيا سوى السيادة الاسمية، وقد أغدق عليها محمد على مدينة ضلت نامية زاهرة إلى عهد إسماعيل.
ـ ٢ـ
كان السؤال السائل الثاني لمن ينسب فشل التعليم في مصر؟ وكان في استطاعة المقتكف أن يقضي شهوة نفسه بقوله مثلا إن فشل التعليم في مصر راجع إلى الأهالي الذين لم يعتمدوا على أنفسهم في إنشاء المدارس الحرة والتبرع للجمعيات القائمة بالتعليم وإيفاد البعثات إلى أوروبا وغير ذلك. ولكنه عمد إلى جواب ينكره الواقع وينكره المصريون والإنجليز بل وينكره المقطم نفسه في كثير من وسائله التي كتبها عن التعليم وعن قلة عدد المتعلمين الذين يعتمدون على أنفسهم في الأعمال الحرة. وأقربها إلى ذاكرتنا ما كتبه على نظام الكلية الأمريكية في قسمها غير الحكومي.
يقول المقتطف إن التعليم لم يفشل في مصر! ونقول له أن نسبة المتعلمين كانت في عهد إسماعيل ٢٣ في المائة من عدد السكان على حين أنها كانت ٣ في المائة في الرسيا و ١٠ في المائة في تركيا و ٣٣ في المائة في إيطاليا. وكان عدد التلاميذ ١٤٠٩٨٧ وعدد المدارس ٤٨١٧ وكان في القاهرة وحدها ما يزيد عن ٢٩٥ مدرسة بلغ عدد تلاميذها ١٠٠٠٠ عدا طلبة الأزهر والمعاهد الأجنبية والمعاهد التابعة للأوقاف والمدارس الحربية (راجع صحيفة ٢٢٥ من كتاب تاريخ مصر لوزارة المعارف تأليف سليم حسن وعمر الإسكندري). أما الآن فنسبة الطلبة إلى عدد السكان تبلغ ٤، ٥ في المائة ونسبة من يعرفون القراءة والكتابة ١٢ في المائة حسب الإحصاءات الرسمية. أما ع الطلبة الموجودين في المدارس فيبلغ ٦٠٠٠٠٠. ولكي ننصف الأهالي في أعمالها والحكومة في أعمالها فإنا نقول أن الكتاتيب التي أنشأتها الأمة إلى سنة ١٩١٥ بلغت ٧٤٥٤ أما الحكومة فتدير ١٤٢ كتابا! أما المدارس الابتدائية الحرة التي أنشأتها الأمة فتبلغ ٩٤٣ مدرسة يتعلم فيها ١٠٨٦٤١ تلميذاً، في حين أن للحكومة ٢٢ مدرسة عدد تلاميذها ٦٨٣٧ تلميذاً أي إن نسبة عدد من تعلمه الحكومة في مدارسها الابتدائية إلى عدد جميع التلاميذ كنسبة ١٧ في الألف وللأهالي ٥٠٨ في الألف. أما في التعليم الثانوي فالحكومة لا تعلم سوى ٦ في الألف والأهالي ١٢ في الألف وباقي الألف في درجات التعليم الأخرى (راجع في كل