أمتنا جمعاء. إنك لتنبذني بالألقاب تسميني كافرا وكلبا سفاحا سفاكا للدماء وتبصق على عباءتي وهي زي الملة الإسرائلية وكل ذلك من أجل تصرفي في مالي وملك يدي. والآن أصبحت بحاجة إلى معونتي ومددي. فأنت تجيئني فتقول (شيلوك. أنا بحاجة إلى المال) تقول هذا أنت الذي كنت تبصق على لحيتي وتركلني برجلك كما تركل الكلب الشارد على عتبة دارك. الآن أصبح المال حاجتك. والذهب بغيتك. فماذا ينبغي أن أقول لك الساعة؟ أما ينبغي أن أجيبك بقولي (أيكون للكلب مال؟ أيستطيع الكلب أن يقرض ثلاثة آلاف دوكة؟ أم أجثو لك خاضعا. وأركع خاشعا. وبلهجة العبد الرقيق وهمسة الأسير الذليل أقول لك بصوت غضيض ونفس قطيع).
(سيدي الكريم. لقد بصقت علي يوم الأربعاء وركلتني يوم كذا. ودعوتني كلبا مرة أخرى ومن أجل هذه الحفاوات أقرضك هذا القدر من المال).
انتونيو - وما أجدرني أن أعيد عليك الكرة الآن فأبصق عليك ثانية وأرفسك بقدمي أيضا، إلا فاعلمن إن كنت مقرضي هذا المال إنك لن تقرضه إلى صديق ومتى كان من شيمة الصديق أن يأخذ من صديقه ثمرة ونتيجة على المعدن الذي هو في ذاته عقيم غير منتج ولكن أقرضنيه على أني عدوك الذي إن أخلف معك ميعاده كنت حريا أن تنفذ عليه الجزاء بجراءة.
شيلوك - رويدك. وسكن ثائرة غضبك فتالله ما أبغي سوى مصافاتك ونيل ودادك وإني لصافح عما لوثت به صحيفتي من المطاعن وقاض كل حاجاتك ثم لا آخذ منك فلسا واحدا على ما أقرضك: أفلا يرضيك هذا وما أخاله إلا دليلا على المودة والمبرة.
باسانيو - ما أبر ذلك لو تم.
شيلوك - لأصنعن هذه المبرة.
اذهب معي إلى كاتب عقود فوقع لديه على صك القرض. ولنحرر به - على سبيل المزاح والفكاهة - صيغة العقد الآتية وهي أنك إذا عجزت أن تدفع لي في يوم كذا بمكان كذا مبلغ كذا المنصوص عنه في العقد كان جزاؤك أن أقتطع من صميم لحمك رطلا أنتقيه من أي موضع في جسدك.
انتونيو - قد رضيت ذلك. فأنا أوقع على مثل هذا العقد وأشهد أن اليهودي على جانب