للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الحق. ولكن صفحا، فهذه طبيعتي، لا أستطيع أن أكون مرائيا، غني أقذف دائما بالحقيقة الجافة) ويتنهد (ولكني أرى أن وجودي بينكم يضايقكم. لا أحد ياكل أو يتكلم ما دمت هنا، حسنا، كان يجب أن تخبروني بذلك وأنا أترككم. . . سأترككم الآن.).

وينهض عن كرسيه ويمشي نحو الباب بتؤدة، وعندما يمر يفيديا وهو واقف يبكي يقول له (لقد عفوت عنك بعد كل الذي فعلته) ويرفع رأسع بعظمة ويقول (سوف لا أتدخل في امر تربيتك مرة أخرى. لقد نفضت يدي منك! إني اعتذر بصفتي أبا يريد من قلبه مصلحتك الحقيقية على ما سببته لك ولهم من الكدر. وأخبركم في الوقت نفسه أني أخلي نفسي من كل مسؤولية نحو مستقبلك. . . .).

ويعول فيديا بصوت أعلى من قبل. فيغادره زيخلين سائرا بجلال إلى غرفة نومه فإذا صحا من نومه بعد الغداء بدا يحس تأنيب ضمير، ويخجل من مقابلة زوجته وولده وإنفيسا، ويشتد كدره وغمه كل ما تذكر ما حدث في وقت الغداء، ولكنه يستكبر أن يعترف بخطاه، وليست عند الرجولة الكافية ليكون صريحا، فيستمر على عبوسته وصخبه.

فإذا صحا في اليوم التالي عاوده سروره وابتهاجه وأخذ يصفر بفمه وهو يغسل وجهه، ثم يذهب إلى غرفة المائدة للفطور فيجد هناك ابنه فيديا الذي يقف جازعا يائسا ناظرا إلى وجه ابيه.

فيحيه زيخلين بانشراح ويجلس إلى المائدة قائلا (كيف أنت أيها الرجل الصغير، ما عندك من الحكايات لتقصها علينا؟ تعال أيها الولد السمين أقبل أباك قبلة).

فيمشي فيديا بوجه هادئ ممتقع حتى يصل إلى أبيه فيلمس خده بشفتين مرتعشتين، ثم يقفل راجعا ويجلس في كرسيه دون أن ينبس بكلمة.