للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويجتهد فيديا أن ينظر إليه ولكن وجهه يرتعد وعيناه مغرورقتان بالدموع.

آه. . . أنت تبكي؟ أمع خبثك هذا تبكي اذهب وقف في ركن الغرفة يا حيوان؟

فتتدخل زوجت قائلةولكن. . . دعه يتمم أولا غداؤه

لا غداء له؟ مثل هذا الشرير لا يستحق طعاما!

فيترك فيديا كرسيه ويذهب إلى ركن الغرفة وهوز ينتحب ويرتعد.

ـ ويستمر أبوه قائلاأتظن أنك تنجو من يدي بمثل هذا؟ وإذا كان لا أحد يهتم بتربيتك، حسنا فسوف أبدأ أنا. . . وسوف لا أدعك تبكي مرة أخرى على المائدة! أيها المجنون! يجب عليك أن تؤدي واجباتك؟ أتفهم ما أقول؟ قم بواجبك؟ إن أباك يشتغل فعليك أن تشتغل أيض١ا؟ لا أحد يأكل خبز الكسل والبطالة؟ كن رجلا؟ رجلا.

ـ فتكلمه زوجته بالفرنسية قائلةأستحلفك بالله أن تدعه الآن. كف قليلا عن شجارك الدائم معنا ولو أمام الغرباء. . . إن القابلة كلها آذان إليك وسوف يعرف أهل القرية بشأنها.

ـ فيرد زيخلين بالروسية قائلاأنا لست خائفا من الغرباء. أن إن إنفيسا أفانوفنا ترى أني أتكلم الحق. ماذا، هل تريدون مني أم أكون مسرورا بهذا الصبي؟ أتدرون كم يكلفني؟ أتدري أيه الولد الشقي كم أنفق عليك؟ أم هل تحسب أني أصك النقود عندي أو أتقاضها بلا مقابل! كفى عويلا؟ اخرس! ألا تسمع ما أقول؟ أتريد أن أجلدك بالسوط أيها الولد الشرير؟ نا ـ أنا. .

ويعول فيديا عويلا عاليا ويبتدئ في النشيج.

وهنا ترمي زوجته المنشفة وتقوم عن المائدة قائلة (غن هذا شيء لا يطاق لا تدعنا نتناول غداؤنا أبدا بسلام! عن الأكل يقف في زوري.) وتضع منديلها على عينيها وتغادر الغرفة.

ـ فيفتر زيخلين عن ابتسامة مغتصبة (إنها غضبت الآن. . . من أقل شيء. . . دائما هكذا يا إنفيسا أفانوفنا. لا أحد يروقه سماع الحق في هذه الأيام وكل هذا ذنبي على ما يظهر.).

ويعقب ذلك سكوت بضع دقائق. وينظر زيخلين حوله فيجد أن الطعام باق لم يمسه أحد، حتى الحساء على حاله. فيتنهد تنهدا عميقا فيحدق في وجه القابلة المتورد الحائر.

ـ (لماذ١الا تأكلين يا إنفيسا؟ أغاضبة أنت أيضا؟. . . لقد فهمت. . . أنتم لا تحبون قول