للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد صعقت أخيراً برؤيتي في أحد الضواحي انتشار الألعاب الرياضية والتمرينات البدنية واهتمام الناس بتقوية عضلاتهم وأجسامهم فقلت في نفسيأيها العقل المسكين المتهافت؟ إن لألعاب الكرة والتجذيف في القوارب والجولف والتنس فصولا مخصوصة وأنت محروم من مثلها.

والآن وقد شرحنا الكيفية التي بها يبدأ الإنسان تمرين قواه العقلية والأسباب التي دعت إلى فشله قديما فإننا ننتقل إلى التمرينات التي يصح أن يأخذ في القيام بها. إن كثيرين يستخفون بالاشتراك في جمعية لتقوية الذاكرة لماذا لا يفعلون ذلك هزوا رؤوسهم وقالوا إن الذاكرة ليست كل شيء! كذلك يتردد كثيرون في حفظ شيء بظهر الغيب والحقيقة أن حفظ النثر أو النظم غيبا لمن أفضل التمرينات العقلية. إن معالجة الذهن ستة أشهر باستظهار عشرين سطرا كل أسبوع لينفي ركوده. وإن أهم ميزة للاستظهار هي القدرة على توجيه الذهن. ولا شك في أن القدرة على توجيه الذهن إلى العمل الذي تشتغل فيه هو أعظم مقدمات تربية النفس. وهناك تمرين عقلي آخر وهو أن تطالع صحيفة من أي كتاب ثم تأخذ في كتابة ما تذكره منها بكلمات من عندك أو بكلمات المؤلف نفسها. إن أمثال هذه التمرينات التي لا تشغلك أكثر من ربع ساعة في كل يوم لتأتي بالنتائج الباهرة.

وعلى ذكر هذا ننتقل إلى ذلك التمرين العقلي العظيم وهو الكتابة. ولا يهمني بلاغة ما تكتب ما دمت تدأب على تركيب الجمل. إن هناك أربعين طريقة لتكتب كتابات خصوصية. فإنك تستطيع أن تتخذ لك مذكرات يومية أو إن شئت عملا أسهل فاتخذ لك دفترا بمثابة جريدة تدون فيه الحوادث المهمة. أو اكتب ملاحظاتك في الكتب التي تقرؤها الخ. . .

ويأتي عقب الكتابة التفكير (وقد يبدو هذا الترتيب غريبا ولكني أصر عليه). إن تربية الذهن وتقويته تكتسبان بتمرينه الدائم على التأمل وإنعام الروية وبعبارة أخرى توجيهه عشر دقائق مثلا في كل يوم إلى التفكير في موضوع من الموضوعات العالية التي يستطيعها. نعم سيفشل الإنسان عدة مرات ولكن لا يجب أن يكترث بذل بل يثابر ويواظب في الطريق التي هو فيها.

وقد طلب مني كثير من القراء أن أعين لهم الكتب التي يقرؤونها: فكأنهم يطلبون مني أن