للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطريقة الحسنة تتوقف على قوة العزم.

ولنضرب لذلك مثلا سهلا بسيطا بامرأة، أو رجل في الثلاثين من عمره يعيش عيشة مرضية ويشتغل شغلا مناسبا، كم من مرة قد جال في خاطره أن عقله يعوزه شيء من النشاط والعلم فوثب عن كرسيه قائلا في نفسه أن سيعنى اليوم بتمرين عقله تفضل بالرجوع ثانية إلى كرسيك! طالما مرت بك أوقات كهذه اعتزمت فيها أعمالا مجيدة ثم فشلت! فأي المعدات اتخذت لتأمن الفشل هذه المرة؟ لا أظن إرادتك اليوم أقوى منها قديما فاعلم أنه لا جرح ألم لعزم النفس من الرجوع بالفشل وقد تحسب أن هذا الجرح قد اندمل والتئم ولكنه سوف يثور عليك في اللحظة الحرجة وينزف نزيفاً مميتاً.

ليس لي شرف معرفتك ولكني أعرفك لأني أعرف نفسي. لقد كان فشلك القديم راجعا إلى أحد أسباب ثلاثة.

أولها أنك كلفت نفسك عملا كثيرا من بدء الأمر ورسمت برنامجا رائعا! ولكنك لم تتبع ما تتبعه في الرياضية البدنية من الاستعدادات الأولية فلا تتخذ في هذه المرة برنامجا ويكفيك أن تسير خببا، قل لنفسك مثلا (سوف أقرأ كتاب التربية لسبنسر في مدة شهر وسوف أكتب على غلافه الملاحظات المهمة) قد تقول إن هذا عمل سهل بسيط. حسنا اعمله. . فإذا أتممته فإنك على أية حال سترضى على نفسك إذ تراك اعتزمت أمرا وحققته ولا بأس بعد ذلك أن تضع لنفسك نظاما آخر تتبعه ثلاثة أشهر وبذلك تكون قد وفقت إلى عمل برنامج وإن كان أفضل من هذا كله اجتنابك ذلك الجرح الخطر وهو الفشل.

أما السبب الثاني لفشلك القديم فهو تلك الابتسامة الساخرة التي يلقاك بها أصدقاؤك إذ تخبرهم بما تعمله. فأوصيك ألا تذيع في كل مكان أنباء انتصاراتك فإذا كسبت معركة أو اثنتين فلوح بعلمك وسوف ترى أن هذه الابتسامة المشفقة الساخرة تموت قبل أنت تولد.

والسبب الثالث هو أنك لم تنظم أوقاتك تنظيما جديدا. يجب أن تخصص جزءا من يومك لهذا العمل الجديد، لكن لا تنقص ساعات نومك أو تحشر أوقات عملك هذا بين وقتين ضيقين، كلا، أعط نفسك الوقت الكافي. وإذا نويت أن تفكر أو تقرأ نصف ساعة كل يوم فاجعلها في حساب وقتك ساعة، وليس هذا الاحتياط بكثير على المبتدئ. ألا يمكنك أن تقتطع من أوقات رياضتك ولهوك هذا الزمن القصير؟.