للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قواه وحفظ فتوته.

ثم أقبل يعلل هذه المعائب، فأسند معظمها إلى نقص في النظام الاقتصادي الحاضر وطريقة الحكم، فإن الحكومات قد وجهت كل عنايتها إلى الأفراد وصرفت أنظارها عن المجموع فأباحت لكل فرد التصرف كما يحب ما دام لا يضر بفرد آخر معين، ولا يعنيها بعد ذلك أعاد عمله بالنفع على المجموع أم بالضرر، فانطلق الأفراد يستكثرون من النقود ويجمعون الأموال وفشا الجشع فأصبح الناس يقدرون الرجل بقدر دراهمه، وتعلقت القلوب بالدراهم والدينار، ومن كان يتوخى سبيلهما في أعماله وآماله فعلام يحيد عن طريقهما عند الزواج؟؟ ألعله حبا في الإنسانية؟؟ وما هذه الإنسانية؟؟ وماذا استفاد منها!! أتراها تشبعه إذا جاع؟؟ أم تفتح له أبواب العمل إذا سدت في وجهه!! أم لعلها تطعم أطفاله إذا نادوه يطلبون القوت!! وإذا وافاه أجله، أتراها تتكفل بمؤونة أرامله وأيتامه؟؟ كلا. وإذا كان لا شيء من ذلك يكون، فعلام يفرط في آماله من أجلها ويتألم بسببها!

قال وأنه كلما اشتدت الأثرة اشتد النزاع على الحياة وصعب على المرء تحمل أعباء سواه، وكلما تتابع الفشل في أحوال الزواج صد الناس عنه وآثروا العزوبة عليه، وكل ذلك كما تقدم من المحللات التي تنبئ باضمحلال قوي النوع الحيوي.

ويتلو هذه المقالة القسم الثالث من الفصل وهو يبحث بحثاً دقيقاً وافياً عن الطلاق وطبيعة العشق الجنسي، وهل يجوز أو لا يجوز تقرير استمرار الزوجية مدى الحياة اعتماداً عليه. عباس محمود العقاد

(البيان) سينشر هذا القسم الثالث في العدد التاسع وكذلك أفيد مباحث هذا الكتاب