جوهرة كان خاطري صدفاً ... لها أقيها به وأحميها
يا بحر أرخصت غير مكترث ... من كنت لا للبياع أغليها
أبتها في حشاك مغرقة ... وبث في ساحليك أبكيها
ونفخة الطيب في ذوائبها ... وصبغة الكحل في مآقيها
عانقها الموت ثم فارقها ... عن ضمة فاض روحها فيها
ويلي من الماء والتراب ومن ... أحكام ندين حكماً فيها
أماتها ذا وذاك غيرها ... كيف من العنصرين أفديها
وقال في حزنه مثل هذا:
ويا ريح أما مريت الحيا ... ورويت منه الربوع الظماء
فسوقي إليّ جهام السحاب ... لاملأهن من الدمع ماء
وقالفي صفة خسوف القمر ما يضؤل بجانبه مجهر الراصد:
والبدر قد ذهب الخسوف بنوره ... في ليلة جسرت أواخر مدها
فكأنه مرآة قين أحميت ... فمشي أحرار النار في مسودها
وقال في باب اللهو مثل قوله:
قم هاتها من كف ذات الوشاح ... فقد نعي الليل بشير الصباح
باكر إلى اللذات واركب لها ... سوابق اللهو ذوات المراح
من قبل أن ترشف شمس الضحى ... ريق الغوادي من ثغور الأقاح
وفي باب النسيب
زادت على كحل الجفون تكحلا ... ويسم نصل السهم وهو قتول
ومثل
لا تنكري أنك حورية ... روائح الجنة نمت عليك
للكلام بقية وفيها سائر شعر ابن حمديس وترجمته وترجمة المعتمد وفصل في فرق ما بين شعر الأندلسيين وشعر المشارقة.