للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومضت على الروم الدهور وما بنوا ... لملوكهم شبهاً وله ونظيرا

أذكرتنا الفردوس حين أرتنا ... غرفاً رفعت بناءها وقصورا

فالمحسنون تزيدوا أعمالهم ... ورجوا بذلك جنة وحريرا

والمذنبون هدوا الصراط وكفرت ... حسناتهم لذنوبهم تكفيرا

أبصرته فرأيت أبدع منظر ... ثم انثنيت بناظري محسورا

فظننت أني حالم في جنة ... لما رأيت الملك فيه كبيرا

وإذا الولائد فتحت أبوابه ... جعلت ترحب بالعفاة صريرا

عضت على حلقاتهن ضراغم ... فغرت بها أفواهها تكبيرا

فكأنها لبدت لتهصر عندها ... من لم يكن بدخولها مأمورا

تجري الخواطر مطلقات أعنة ... فيه فتكبو عن مداه قصورا

بمرخم الساحات تحسب أنه ... فرش المها وتوشح الكافورا

ومحصب بالدر تحسب ثربه ... مسكا تضوع نشره وعبيرا

تستخلف الأبصار منه إذا أتى ... صبحاً على غسق الظلام منيرا

وإذا سمع مزهراً قال وأصار مسمعيك أربعاً تسمع بها مزهرين لا واحداً

في حجره أجوف له عنق ... نبطت بظهر تخاله حدبه

يمد كفاً إليه ضاربة ... أعناق أحزاننا إذا ضربه

قلت إلا فانظروا إلى عجب ... جاء بسحر ناطق الخشبه

وإذا نكب في صاحب له كما نكب في صاحبه المعتمد بن عباد بزوال ملكه وخلعه وسجنه قال وصور له الصدق والوفاء في أحسن صورة

ولما رحلتم بالندى في أكفّكم ... وقلقل رضوي منكم وثبير

رفعت لساني بالقيامة قد دنت ... فهذي الجبال الراسيات تسير

إلى أبيات أخرى ستمر بك عند الكلام على بقية تاريخ المعتمد بن عباد والمترجم به. وإذا ثكل عزيزاً عليه كما ثكل الشاعر جارية له أخذها منه البحر قال وأسأل مدمعيك:

وواحشتاً من فراق مؤنسة ... يميتني ذكرها ويحييها

أذكرها والدموع تسبقني ... كأنني للأسى أجاريها