للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم يقول:

فوست - هذا هو الينبوع الصافي والمورد العذب الذي أريد الاستقاء من زلاله والتشبع من شرابه حتى أنال أربي وأحظي بالحب والغرام وارتشاف كأس المدام والثمل بريق غادة حسناء وفتاة في رؤيتها الحياة هذا كل ما أريد وأرغب فيه وتتشهاه عليّ نفسي.

ويتمتم قائلاً بصوت عال:

فوست - أيتها الروح الأرضية التي أحس بوجودها معي وأشعر باقترابها مني أطلب مساعدتك وأسلم نفسي إليك وألقى بقيادي بين يديك فاظهري اظهري ولو كلفني ظهورك شرب كأس الحمام. . . .

(المنظر الثاني) تظهر أشعة من النور بالقرب من مدخنة الغرفة ويبدو بينها شبح إنسان لابساً ملابس ذلك العصر ومتقلداً سيفاً وعلى رأسه قبعة عليها ريش النعام فيقول لفوست بصوت رنان:

ميفستوفيليس - من الذي يدعوني ويطلب معونتي ونصرتي.

فوست - وهو يلتفت إليه ويرتجف - يالك من خيال فظيع وشبح مريع.

ميفستوفيليس - إنك يا هذا قد دعوتني وأن تأثير عزيمتك هو الذي اضطرني إلى مغادرة مكاني ومستقري ومقامي وأقدمني إلى هنا فماذا تريد؟

فوست - وهو يحملق بعينه - أريد ألا أراك فأني لا أقوى على احتمال منظرك وهول رؤيتك.

ميفستوفيليس - إنك كنت مع ذلك تدعوني بتلهف وتطلبني بشدة لتراني وتطلب مني المساعدة فيما تصبو إليه نفسك فما الذي دهاك وأفزع فؤادك إنك كنت إلى قبيل هذه اللحظة تبني (علالى) من اللذات وقصوراً من الشهوات والمسرات فالآن إذ جئت لأنيلك ما تشتهي يأخذك الفزع والهلع. أطلب ما تشاء.

أما فوست فيزداد اضطراباً وفزعاً وترتجف أعضاؤه ثم يستند على مكتبه وهو يقول:

فوست - أخرج من هذا المكان فأني لا أريد لا الحقير ولا العظيم من الشيطان الرجيم.

ميفستوفيليس وهو يقترب من فوست

- هذا كذب صراح وقول هراء أيها الدكتور بل أنت تريد أن تحظى بلثم ثغر فتاة جميلة