للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على هذا المكان فإن ما في هذه الزجاجة من العقار ليضيء بنور لامع.

ثم يفتح الزجاجة ويقول:

فوست - أيها الشراب اللذيذ الذي يعجل بالشفاء من جميع الأدواء والذي جمعته من أصول النباتات والأعشاب وكل الجواهر السامة التي تريح الإنسان بالموت على أيسر حال أن برؤيتك تزول الهموم وبتعاطيك تذهب الآلام والغموم التي تحط بكلكلها عليّ فهيا لنسرع باللحاق بعالم آخر غير هذا العالم (ثم يضحك ويقول)

فوست - أجل إن كل ما خُبّرتُ عنه وخَبَرتُه في هذه الأرض إن هو إلا أكاذيب وأضاليل وليس ما وُعِدتُ به من عناق مرغريت والثمل برشف ريقها العذب ما هو إلا خداع بل حلم حلمت به وأن تلاميذي ليهزأون بي فلنغادر هذا العالم ولنفر من على ظهر الأرض ولنترك سكانها وشمسها وسماءها ولنجرأ على اقتحام هذا الباب الذي يتهيبه العوام ولنثبت للناس في هذه البرهة أن من الشجاعة اقتحام هذا الأمر واقتراف هذا الجرم.

وهنا يسمع على بعد قرع الأجراس وأناشيد كنائسية في صعود المسيح عليه السلام فيقف قليلاً ويقول:

فوست - ما ألطف هذه الأصوات الكنائسية وأرق هذه الأناشيد السماوية التي أعرف مبناها ومغزاها ولكنها أضحت وا أسفاه لا تشفيني ولا يلين لها قلبي فلندعها لأصحابها ولنتشجع فيما نحن بسبيله، أجل تشجع أيها الدكتور وتناول هذا السم وسلام عليك أيها الفجر الباسق.

(المنظر السادس) ويشرع في وضع الزجاجة على فيه فيأتي ميفستوفيليس من خلفه ويمسكه وينزع الزجاجة من يده ويلقي بها على الأرض فتنكسر.

ميفستوفيليس - ما هذا اليأس أيها الدكتور العظيم ألم أعاهدك على نيلا تشتهي نفسك: أتظن أن الشيطان ينقض عهده أو ينكث وعده. كلا كلا بل لا بد لي من إعطائك ما تريد فمرغريت ستكون لك وشبابك سيعود إليك.

فوست - لقد كنت حسبت مجيئك وعهدك خيالاً بل حلماً من الأحلام ولكنك إذ جئت الآن للوفاء به فعجل بما وعدتني.

ميفستوفيليس - اذهب إلى هذه المرآة وانظر أولاً صورتك فيها. (فيذهب فوست إىلى المرآة وهنا تتغير صورته ويعود إليه شبابه وزهرته فيدهش ويصيح قائلاً)