للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فوست - عجب عجاب. . أني صرت شاباً وعاودتني صورتي وهيئتي يوم كنت ابن خمس وعشرين سنة فيالسعادتي ويالحسن حظي فمتى أذهب للقاء مرغريت فاتنة قلبي (ثم يعود إلى ميفستوفيليس).

ميفستوفيليس - ستراها قريباً وتحادثها وسأدبر لك الحيلة في الاجتماع بها فنم الآن قرير العين مرتاح الخاطر ولا تظن الشيطان يخلف وعده أصدقاءه.

فوست - وهو ينظر إلى هيئته ويمسك ثيابه بيده - ياللسرور وياللهناء لقد عدت شاباً صغيراً ولكن ما العمل في تلاميذي ومريدي إذا رأوني على هذه الصورة أيعرفونني أم ينكرونني.

ميفستوفيليس - لا تخف فأني سألازمك واتزيا بزيك السابق وأقابل بدلك تلاميذك وأعلمهم علمك فلا تغتم لذلك ولا تجدن فيه غضاضة بل ينبغي لك أن تسر به وتنصاع لأوامري وأني سأسير بك في العالم السيرة التي تشتهيها نفسك من الحظوة بحبيبة قلبك والتمتع بمسرات العالم ودعك من كل هذا التعب الذي تقاسيه والشقاء الذي تعانيه والآن استودعك الله فنمر العين مرتاح الخاطر وسآتيك بعيد ساعات قليلة لآخذك معي لترى مرغريت بهجة نفسك (ويفترقان فيذهب فوست إلى فراشه ويتقدم ميفستوفيليس من المسرح وهو يقول:)

ميفستوفيليس - لقد تم لي إغواء هذا الرجل العظيم وما أوقعه في شركي غير كبريائه ونعاظمه فسلطني الله عليه حتى أغويته قصاصاً منه وعقاباً له على ما دخل نفسه من العجب والغرور بعلمه ومعارفه الواسعة، من كان يظن أن الدكتور فوست عالم ألمانيا الأوحد وحكيمها الأشهر المتبحر في جميع العلوم البشرية يقع في شركي ويعطي بيده في فخي على أيسر سبيل بمجرد أن زينت له ما قام بنفسه من الشهوات التي طالما جاهدها وقمعها في نفسه وحاربها في سواه وقد بلغ من الكبر عتياً، لا جرم أن أحوال الإنسان عجيبة وأطواره غريبة فبينا هو ملك كريم إذا بك تراه شيطاناً رجيماً لأن فيه لعمري جانباً ضعيفاً من الميول إذا هو لم يقومها ويقاومها جهده ويسدد خطاه في حياته حتى النهاية قادته صاغراً إلى البوار مهما كان عظيماً وأعنت أنا عليه بسببها وما ربك بظلام للعبيد. (ثم يرفع الستار)