للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطعام) والاعتدال يمنعه من أن يسيء بها إلى نفسه.

وما خلق الناس ليحتشدوا كالأغنام في مكان بل خلقوا ليتفرقوا في مناكب الأرض وينتشروا في نواحيها ويحرثوها ويستخرجوا خيراتها. وما تفسد الناس إلا من اكتظاظ البلاد بهم فإن أمراض الجسم والروح بعض نتائج الازدحام والإنسان أقل الحيوانات صبراً على الاحتشاد واطاقة للازدحام وأكثر ما يودي الموت بالناس إذا غص بهم مكان وامتلأت منهم ناحية والمدن فأعلم قبور النوع الإنساني وأجداثه وسكانها أسرع الناس فناءاً وفساداً وما زالت القرى هي التي تمد المدن بالصالح من أهلها وناسها. (متبوع)