ضعف فيه إجلال الرجل للرجل أن أفهمكم شيئاً من معاني عظمة الأبطال وجلالهم أي من معاني البطولة والبطولة في مذهبي هي العروة المقدسة التي تعقد ما بين الرجل العظيم وبين سائر الناس ما أسعدني لو أتيح لي ذلك ولكني محاول وباذل مجهودي
ولما كان كلامه عن المصطفي عليه الصلاة والسلام من أنصف وأعدل وأفخم وأنبل ما كتب كاتب في هذا الشأن وكان من بين أبواب البيان باب تاريخ الإسلام آثرنا أن نبادر بنشر هذا المبحث الرائع الذي هو في الحقيقة قطب التاريخ الإسلامي ونجتزئ به في هذا العدد عن مبحث الأديان الذي أجلنا نشره إلى العدد الآتي - قال توماس كارليل بعد مقدمة الباب الثاني الذي عقده للكلام عن السيد الرسول عليه السلام.
لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب وإن محمداً خداع مزور وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا خلقهم الله الذي خلقنا أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها وما عليها هذه الملايين الفائتة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول فما الناس إلا بله ومجانين وما الحياة إلا سخف وعبث وأضلولة كان الأولى بها أن لا تخلق.
فوا أسفاه ما أسوأ مثل هذا الزعم وما أضعف أهله وأحقهم بالرثاء والمرحمة (وبعد) فعلى من أراد أن يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات أن لا يصدق شيئاً بتة من أقوال أولئك السفهاء! فلنها نتائج جيل كفر وعصر جحود وإلحاد وهي دليل على خبث القلوب وفساد الضمائر وموت الأرواح في حياة الأبدان ولعل العالم لم يرقط رأياً أكفر من هذا والأم وهل رأيتم قط معشر الإخوان أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً وينشره عجباً والله إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب! فهو إذا لم يكن عليماً بخصائص الجير والجص والتراب وماشا كل ذلك فما ذلك الذي يبنيه ببيت وإنما هو تل من الأنقاض وكثيب من أخلاط المواد.
نعم وليس جديراً أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه مائتا مليون من الأنفس ولكنه