للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وبعد فحصها وجدت أن قوة القراءة في الدماغ معطلة وبعدها لم تقدر أن تتعلم القراءة بتة.

ومن الحوادث الغريبة أيضاً حادثة شاب لم يفقد قوة النطق فقط ولكن فقد كل معرفته بالقراءة. إلا أنه من المدهش أن نقول أن الشاب المذكور كان يحل مسائل رياضية غريبة وكان يقدر أن يقرأ الأرقام ويكتبها ولكنه لا يستطيع النطق بإمضائه الخاص.

- مواضع الكلام في الدماغ -

إن أحوال الدماغ غريبة ومدهشة. لأن العلماء توقفوا إلى معرفة ما يعد غريباً جداً بالنسبة إلى الواقع فقد ذكروا أن موسيقياً ماهراً فقد معرفة كل الأنغام وكل ما يتعلق بالموسيقى.

والعكس بالعكس فقد وجد آخرون فقدوا كل معرفتهم بالقراءة والكتابة وما زالت قوة حافظتهم للموسيقى موجودة.

لقد برهن العلماء على أن الكلام يرتسم بصورة مخصوصة على الدماغ ويختلف باختلاف الفن واللغة - معنى ذلك أن الإنسان لما يريد أن يأتي على لغة جديدة أو فن جديد ربما يكون الدماغ مستعداً لقبول صور تلك اللغة أو الفن أو غير مستعد بتة.

ذكروا أن رجلاً كان يجيد الفرنسية والانكليزية واللاتينية واليونانية إلا أنه أصبح فجأة فوجد أنه لا يعلم حرفتً واحداً من الانكليزية وأنه لا يستطيع قراءة الفرنسية واللاتينية تماماً مع أن اليونانية زادت معرفته فيها.

وبعد البحث وجد أن صور الانكليزية محيت تماماً من الدماغ وصار الدماغ كأنه لم يرتسم عليه حرف واحد من هذه اللغة.

هذا وغرابة الأحوال لم تقف عند هذا الحد بل أن اللغة نفسها تأخذ شكلاً مخصوصاً في الدماغ باختلاف أفعالها وأسمائها وحروفها.

فقد جاءني رجل لا يقوى على النطق والسبب أن حاسة السمع تعطلت فوصفت له حمام البحر وقلت لمن حولي إذا شفي هذا الرجل سينطق أفعال اللغة قبل أسمائها.

وبع أسبوعين حضر الرجل فأريته مطواة فقاليقطع فأريته قلماً فقال يكتب - وبعد ثلاثة أسابيع أخرى أبح يقدر على أن يتلفظ بحروف الجر ولكن لا يقدر أن يلفظ أسماً واحداً والسبب لأن الأفعال ترتسم في أدمغتنا قبل الأسماء. يفتح الطفل عينيه فينظر وأذنيه فيسمع ولكنه لا يعرف ماذا ينظر ولا ماذا يسمع. وبعدئذ يبتدئ أن يميز بين المرئيات بعضها