ثم كثيراً ما يحدث أنك تعرف أناساً عاشرتهم ولكنكم افترقتم طويلاً فأول ما يقع نظرك عليهم تذكر شكلهم وما تعرفه عنهم ولكن لا تذكر أسماءهم.
- الفرق بين الإنسان والقرد -
إن الحوادث المتقدمة لا تؤخذ دليلاً قاطعاً لأنها نادرة فلذلك إذا أردنا أن نعرف ما هو الإنسان فلا نأخذ الأقيسة والغرائب الدماغية المتقدمة برهاناً في تعريف الإنسان.
الإنسان عند علماء الحيوان فصيلة حيوانية تقرب من أنواع القردة كالأورنج أو تنج والغوريلا والشمبنزي.
إلا أن المشابهة في التركيب الظاهري فقط ولكن حسب الدماغ فإن الإنسان يختلف عن القردة اختلافاً مبينا.
يقول الدكتور هكسلي الانكليزي العلامة الكبير أن الإنسان لا يختلف عن الشامبنزي من حيث الدماغ.
ولكن عقلياً - لا حسب المبادئ التشريحية - يختلف الإنسان عن القردة اختلافاً واضحاً ويبعد أن يكونا واحداً بعد أبعد السيارات عن الأرض.
الشامبنزي لا يؤدي امتحاناً ولا يرصد النجوم ولا يتعامل بالأوراق المالية ولكن الإنسان قادر أن يكون عالماً وتاجر أو سياسياً فضلاً عن ذلك فالإنسان مبدع
الإنسان يقدر أن يتصرف ويستنتج ويخرج الشيء من لا شيء ظاهري تقريباً فالقوة العقلية في الإنسان لا تكون أبداً في الحيوان كالقرد أمهر حيوان في التقليد والتمثيل.
وعلى ذلك إذا قلنا أن الإنسان حيوان فهو حيوان في التركيب الطبيعي فقط والعلم يبرهن اليوم على قوة الإنسان العقلية التي تفرده عن سائر الحيوان.
العلم يبرهن على خطأ من يعتقدون أن مشابهة الدماغ في القردة والإنسان تجعلهما واحداً وذلك لأنهم يعتقدون أن الدماغ مصدر الفكر والحقيقة خلاف ذلك فالدماغ ليس هو الفكر بل هو آلة التي بها نفتكر كالوتر في العود. الوتر يخرج الصوت ولكن هل هو الصوت. كذلك الدماغ آلة الافتكار ولكنه ليس الفكر نفسه.
ثم من أدلة الخلاف في الإنسان والحيوان عدم الاعتداد بالوزن في الدماغ لأنهم يقولون أن