للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الرتبة بعد لغتنا وتاريخنا وأدبنا فإذا نحن استكملنا هذه وأحطنا بها وأمنا جانب التفريط فيها لم يكن شئ انفع عندنا مما نقتبسه من تلك العقول لأننا نأخذ حينئذ لنمكن أنفسنا من القوة التي استعنا بها لا لنمكنها من أنفسنا.

وإذا انعم القراء على تأمل ما بسطناه أدركوا السر الذي من اجله يؤثر البيان كل أسلوب فصيح ويقدمه ويحرص عليه الحرص كله ولا يبالي فيه اعتراض فئة هي خاصة العوام وعامة الخواص فإننا نطلع من اقر الأمر على ما في أبعده ولم نبتغ بهذا البيان إن يكون وسيلة من وسائل العيش التي لا يقدرها أهلها بالأسباب ولا بالنتائج ولا بالمنافع ولا بالمضار ولكن بشئ واحد وهو مقدار الثمن والفائدة. . . .

ولو كنا نجري في أمرنا على الهواء دون الرأي وعلى الموافقة دون التقدير وعلى منفعتنا دون منفعة الأمة لأثرنا أهواء القوم وتقدمناهم بالمواتاة عليها والمساعدة فيها وابتذلنا لغة البيان وأساليبه وعادينا في مودتهم الأدب واتقينا موجدتهم بتقدير أمورنا على مقادير (كيماوية). . . من رضاهم وسخطهم وإقبالهم وإدبارهم ولاعتبرنا كلمة الثناء من أحدهم البيان بمستقبل الأمة كلها. . . . . . .!

بيد إن الأمر جد حقيق إن لا يسمع من هذا السخف كثيرا ولا قليلاً، وحق بين لا يحتمل من الباطل برهانا ولا دليلاً، وإنما هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا.

عبد الرحمن البرقوقي