ربما زعزع أركان الأمن في الجيل القادم واضطر كل فرد فيه إلى حمل السلاح.
ولا يجب أن ننسى أن تعارض المبادئ الأخلاقية يمنع هدم أصول الأخلاق المقررة من آساسها وأن الأخلاق التي تدحض كل ما عداها وتستقر في مكانها تتلف كثيراً من القوى وتكلف النوع الإنساني ثمناً باهظاً.
فلا يحسن بعد الآن تضحية الشواذ من الناس والخارجين على النظامات المتواضع عليها فإنهم كثيراً ما يكونون من ذوي العقول المستقلة والمواهب المنتجة المبدعة: ولا أن نحسب من العار بعد الآن أن يحيد المرء عن المبادئ الأخلاقية إما باعتقاده أو بعمله، بل علينا اليوم أن نأخذ بتجارب جديدة في شؤون الحياة والاجتماع حتى ينجاب عن الدنيا هذا الوقر الذي نعانيه من جراء ارتباك الضمير والتباس حدوده، ويتعين على أهل الصدق والصراحة أن يقروا هذا الغرض ويؤيدوه.
* * *
الجمال عند اليونان - مالنا نتشدق بفلسفة اليونان؟؟
أين نحن من فهم فن كان أهله يمثلون الجمال في جسد الرجل العاري؟؟ بل ما كانوا ليدركوا جمال المرأة إلا بالنظر إلى ذلك الجمال المذكر. أما جمال النساء فإنهم ما نظروا إليه قط كما ننظر إليه اليوم وكذلك كان شأنهم في الحب. وكذلك كانوا يعبدون ويحتقرون. ولكن عباداتهم واحتقارهم من نوع غير هذه العبادة وهذا الاحتقار.
* * *
المتسولون - مطاردة المتسولين واجبة لأننا نغضب سواء أعطيناهم أو منعناهم.
الحيوانات الأليفة - أيمكن أن يظهر الإنسان عاطفة أدل على الحمق والسخف من هذا الحنان الذي يظهره بعضهم للنبات والحيوان؟؟ - هذا الحيوان الذي كان يوسعهم فتكاً وأذى ويكشر لهم عن ناب العداوة والبغضاء. ثم هو يتقاضى اليوم لنفسه ذرة من الفكر والإدراك.
* * *
البطولة في كبير الأعمال وصغيرها - إن اشتغال الرجل بعمل نحسبه من الحطة بمنزلة نأنف من ذكرها. قد لا ينفي بطولة القائم به متى كان يجني منه شيء من النفع وهؤلاء اليونان لم يخجلوا من توكيل هرقل بنظافة الإسطبل مع ما كان يضطلع به من الأعمال