للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجسام.

* * *

إلى الأقوياء - معشر الأقوياء في القرائح والعقول؟ نحن لا ننشدكم إلا رجاءً واحداً: لا تطبقوا على عواتقنا عبثاً فوق ما نرزح تحته من الأعباء بل خففوا عنا بعض ما يرهقنا حيث أنتم أشد مرة وأصلب عوداً. بيد أني أراكم لا تصيخون لهذا الرجاء بل إنكم ليحلو لكم نقيض ذلك، لأنكم تطمحون بأبصاركم إلى السماء وتشتهون التحويم في أجواء الفضاء وكذلك تريدوننا على أن نحمل أعباءكم فوق أعبائنا ثم نزحف على التراب.

* * *

الجمال والمدنية - لماذا يكثر الجمال كلما أمعن الإنسان في المدنية؟؟

ذلك لأن علل الدمامة الثلاث تمتنع بين المتمدنين شيئاً فشيئاً بامتناع الحاجة إليها وتلك العلل هي اضطرام العواطف وهياجها هياجاً ينطبع أثره على سحنة الوجه ثم مشقة البدن ثم الحاجة إلى إيقاظ الخوف في نفس الناظر بشناعة الوجه وبشاعته فإن الإرهاب بهذا المنظر ضروري بين الهمج الذين يكثر فيهم السطو والغيلة حتى أنهم ليجعلون العبوسة والاكفهرار من أزياء الشهامة والوقار ويحسبون الشناعة وصفاً يجب أن يتحلى به الزعماء الكبار.

* * *

الجمود - تموت الجية إذا لم تنزع جلدها القديم وكذلك يجمد العقل الذي لا ينزع آراءه العتيقة فتموت فيه ملكة التفكير.

* * *

لا تنس - كلما علونا في أعنان السماء صغرنا في أعين العاجزين عن الطيران (العقاد).

قال ابن الرومي

رأيت الدهر يرفع كل وغد ... ويخفض كل ذوي شيم شريفة

كمثل البحر يغرق فيه حيي ... ولا ينفعك تطفو فيه جيفة

أو الميزان يخفض كل واف ... ويرفع كل ذي زنة خفيفة