للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأهابك إجلالاً وما بك قدرة ... علي ولكن ملء عين حبيبها

وبتنا ضجيعين في ثوبي هوى وتقى ... يلفنا الشوق من فرع إلى قدم

وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي ... مواقع اللثم في داج من الظلم

وبيننا عفة بايعتها بيدي ... على الوفاء بها والرعي للذمم

ليتألم رفاتهم المستحيل مع الذر إذا عصفت به هذه السطور ولكنني أقف أمام آثار أهله الأعفاء وقفة الناسك بالمعبد يخلع بردة الذنوب عند عتبته حتى يخرج فيلبسها وقد يكون هؤلاء هم النادرون فهم أقرب منا إلى آدم وآدم أقرب البشر إلى الروح:

الحب ليس مسكنه القلب كما يقولون فالقلب مادة لا يتسع حجمها لهذا الفضاء الذي تسبح فيه الخيالات والحقائق وإنما مسكنه الروح الطائر المحلق في كل سماء ولكن أخطأ الناس.

ما هذا الخفقان المدفق بالاضطراب في جانبي؟ إنه شعاع تسلط من الروح على الجسم فلم يحسه إلا هذا العضو اللطيف. . . القلب.

لا أثر لك عندي أيها الحب إلا وقوفي خلال التاريخ أندب شبابي الضائع وهل أنا لا أعود من ذلك النبات الذي تنميه الأيام ويحصده الحمام.

لقد شمت بك أيها الحب قبل أن تشمت بي. فقدمت أنت قبلي بل هويت من السماء ومن حلقة الملائكة فسقطت على تلك الصخرة المتحجرة من عواطف الخلق فانتثرت كقطع الزجاج الراسبة في قاع النهر. منها المضيية التي أعراها الماء. ومنها المظلمة التي لبسها الطين.

وقفة في كل بقعة من الأرض بين هذه القبور العطرات - لا قبور الأموات - ولكن القبور المخطوطة فيكل شبر من الفضاء، والماء، والهواء، تلك مدافن غرام، ومصارع أقوام. إذا مر بها العاشق المعمود نشق أخلاط الطبيب المنبعثة من معانيها الدفينة الشائعة في نفس الزمن ورأي هذه الآية مكتوبة بدم القتلى الأبرياء (بالموت يكمل الغرام) وتذكر قول أخيه المجنون:

منازل لو مرت عليها جنازتي ... لقال الصدى يا حاملي انزلا بيا