للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأرقص محزوناً وأرقص راضياً ... وأُرقص هذا الكون والكون غاضب

يجيش ضميري بالهموم فتغتدي ... سواكن هذا الملك وهي تمور

إذا شبت النيران باتت ظلالها ... تميل على جدرانها وتدور

فيا ويح للنفس التي يكبرونها ... وأكبر منها في البقاء الجوامد

أيشعلها قوت ويطفئ نارها ... نسيم سري من عالم الموت بارد

أتشرق حتى يملأ الكون نورها ... وتخمد حتى في ضريح تغيّب

سراج ولكن ما احتمى أن يدوسه ... من الموت طفل بالعوالم يلعب

كذاك ترى المصباح ينشر حوله ... أشعة نور لا يحيط بها الطرف

فإن حطمته الكف آض زجاجة ... مفرقة الأجزاء تحملها الكف

ولو أن بالإنسان جسماً كروحه ... وكان سواء بطشه ومواهبه

لنادي الضحى قف يا نهار فلم يسر ... ونادي الدجى هيا فسالت غياهبه

وقال المازني:

أخا ثقتي كم ثارت النفس ثورة ... تكلفني مالا أطيق من المض

وهل أنا إلا رب صدر إذا غلا ... شعرت بمثل السهم من شدة النبض

لبست رداء الدهر عشرين حجة ... وثنتين يا شوقي إلى خلع ذا البرد

عزوفاً عن الدنيا ومن لم يجد بها ... مراداً لآمال تعلل بالزهد

تراغمني الأحداث حتى إخالني ... وجدت على كره من الحدثان

فلا هي تصمي القلب مني إذا رمت ... ولا ترعوي يوماً عن الشنآن

أبيت كأن القلب كهف مهدم ... برأس منيف فيه للريح ملعب

أو أني في بحر الحوادث صخرة ... تناطحها الأمواج وهي تقلب

أدور بعين حيّر العيش لحظها ... وأرجعها محمرة كالشقائق

كأن فؤادي بين شجو وترحة ... أديم تفريه أكف الخوالق

أكن غليلي في فؤادي ولا أرى ... سبيلاً إلى إطفاء حر جوى الصدر

أعالج نفساً أكبر الظن أنها ... ستذهب أنفاساً أحراراً على الدهر

إذا اغتمضت عيناي فالقلب ساهر ... يظل طويل الليل يرعى ويرصد