للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونحن نميل الآن بالقاريء إلى الكلام عن المطارات التى هى أثقل من الهواء وزناً والتى يعدها القوم أحدث ما أخرج للناس من الاكتشاف وأرقى ما ظهر حتي اليوم من الاختراع.

لقد فكر الناس فى الأحقاب المنصرمة والسنين الخوالي أن يطيروا بأجنحة كالأطيار وليس هناك سبب يدعونا إلى الريب بأن (أرشيتاس) من أهل تارنتام (وكان ذلك قبل مولد المسيح بأربع وتسعين وثلاثة آلاف حول) صنع آلة على شكل الحمائم تسبح فى الجو ويقول الرياضى الشهير ١٥١٠ - ١٥٧٦ - لا سبب يمنع مثل هذه الآلة من التحرك لاسيما في عليل النسائم ورخية الرياح وإن خفة الجسم كضخامة الأجنحة وقوة العجلات هو الباعث لها وإن الحمامة لتطير بهيئة مخصوصة ولكنها تتراوح فى الهواء وتتمايل كنور المصباح فتعلو أحياناً بنفسها وترفرف حيناً بجناحيها ثم تترك ذلك فجأة فتسقط لأن قوتها الباعثة لم تساو وزنها اه.

وقد صنع آلة على هيئة نسر وطيرها على أن الطيارة التي ابتدعها صانع ساعات في (ويانة) اسمه عام ١٨٠٩ تشابه من عدة وجوه مطارة اليوم المسماة ثم بدا للناس المزلج وهو ما يعرف عند الفرنسيين بلعبة كاختراع جديد منذ أربعين عاماً وما كان إلا تهذيباً لأن منشأه كان قبل ذلك العهد بخمسين عاماً على الأقل.

ومن ذلك يستنتج أننا نقلنا حتي ألعابنا عن أجدادنا أهل العصور السالفة وقلّ ما أحدثنا وندر ما اخترعنا!

ألا لقد أصاب المثل السائر (لا شيء تحت قبة السماء جديد) اه.