زينة البيت خلانه الذين يختلفون إليه. ويكثرون التردد عليه. ولا نعلم فى الوجود شيئاً هو أعظم من ظهور وجوه جديدة حول مائدة الدار إلا تلك المكارم والشيم التي استهوت هؤلاء الضيوف الجدد ونزعت بهم من مواطنهم حتى أوفدتهم هذه الدار وأجلستهم حول تلك المائدة وقد أضاف الكاتب لا ندور إلي الكلمة التي عرّف بها الرجل العظيم هذه اللفظة وهى وهو أيضاً الذي في استطاعته استجماع نخبة الناس وصفوة القوم متى شاء وأحب وقد بقى لنا على كر الزمان قافية من قريض الشاعر اليوناني القديم مياندرا في مدح الصداقة هي خير نقيذة الدهور. ووديعة العصور.
ما الجنة الغناء تسجع طيرها ... في ناعم لدن القوام وريق
والمسمعات المحسنات صوادحاً ... والراح في طاس وفى إبريق
أشهي وأعذب في النفوس على ظمأ ... ودخيل همّ من خيال صديق
هذه هي السعادة التي أن تعرف حقيقتها أزرت بكل سعادة غيرها وأرخصت قيمة الحكومة والتجارة والسكنيسة. وأي سعادة أنعم وأي يوم أعظم من يوم يتقابل الناس وكل لسائرهم مؤيد ونصير ومنعم يستهل بشؤبوب من النجوم وكاف بالنور والحيا بالبر والهدى. بالرأي والندى.
هذه كلمات على سبيل العزاء وأمان يزجيها الرجاء هده درس الحياة والغاية التي خلق الناس لها. وأقيمت دعائم البيت من أجلها. وأرانا اليوم أحوج إلى مدبر وفاتح منزلي. منا إلى مدبر وفاتح حربي. فمن كان من الشجاعة والبطولة بحيث يقدر أن يخضع لنا جبار العادة والاصطلاح ويهدى الناس إلى سبيل المعيشة الطاهرة النقية. الماجدة السنية. ويعلمنا كيف نأكل ونستريح ونعامل الناس من غير أن نحدث ما فيه معزة ومخزاة فذلك هو المعيد إلى حياة الإنسان عزها وجلالها. الراد عليها رونقها وصقالها. الخالد اسمه ما اصطحب الفرقدان. واختلف الجديد أن إطليلاً لهامة الدهر. وغرة في جبهة الزمان.