للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الطبيعة ولله أبو الحسن علي بن الرومي حين يقول في هذا المعنى

ولي وطن آليت أن لا أبيعه ... وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا

فقد ألفته النفس حتى كأنه ... لها جسد لولاه غودرت هالكا

وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهموا ... عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا

وحين يقول أيضاً:

وإذا تمثل في الضمير وجدته ... وعليه أفنان الشباب تميد

وقد قالوا أن الأم بيت قالته العرب قول القائل:

لا يمنعنك خفض العيش في دعة ... نزوع نفس إلى أهل وأوطان

تلقى بكل بلاد أنت ساكنها ... أهلاً بأهل وجيرانا بجيران

وربما يقصد صاحب هذين البيتين إلى الحث على الاغتراب في سبيل المجد والرفعة أو الاسترزاق والنجعة وهذا معنى آخر قد قال فيه شعراؤنا كثيراً ومن أحسن ما قيل فيه قول أبي تمام:

وطول مقام المرء في الحي مخلق ... لديباجتيه فاغترب تتجدد

فإني رأيت الشمس زيدت محبة ... إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

ولما وفد ابن حمد يس إلى الأندلس قصد المعتمد بن عباد واختص به وقصر مدائحه عليه وهذا المعتمد بن عباد له حديث طريف لشاعرنا فيه شأن فلا جرم إنا ذاكرون لقراء البيان طرفاً من ذلك (للكلام بقية).