للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومرفقّات كلهن مزخرف ... بالبيض منها ملبس ومدثّر

وأتت قطائف بعد ذاك لطائف ... ترضي اللهاة بها ويرضى الحنجر

إلى آخر الأبيات، فاستحسن المكتفي الأبيات وأومأ إلى أن أكتبها له فكتبتها اهـ

وفي موضع آخر من الكتاب قال محمد بن يحيى الصولي وأكلنا يوماً بين يديه بعد هذا بشهر فجاءت لوزينجة فقال هل وصف ابن الرومي اللوزينج فقلت نعم فقال أنشدنيه فأنشدته:

لا يخطئ منك لوزينج ... إذا بدا أعجب أو أعجبا

لم تغلق الشهوةُ أبوابها ... إلا أبت زلفاه أن تحجبا

لو شاء أن يذهب في صحفه ... لسهل الطيب له مذهبا

يدور بالنفحة في جامه ... دوراً ترى الدهنَ له لولبا

عاون فيه منظرٌ مخبراً ... مستحسنٌ ساعد مستعذبا

كالحَسَنِ المُحسن في شدوه ... تم فأضحى مغرباً مطربا

مستكثف الحشو ولكنه ... أرق جلداً من نسيم الصبا

كأنما قدت جلابيبه ... من أعين القطر الذي طنّبا

لو أنه صور من خبره ... ثغراً لكان الواضحَ الأشنبا

من كل بيضاء يود الفتى ... أن يجعل الكف لها مركبا

مدهونة أرقاء مدفونة ... شهباء تحكى الأورق الأشهبا

دين له اللوز فلا مرة ... مرت على الذائق إلا أبا

وانتقد السكرَ نقاده ... وشارفوا في نقده المذهبا

فلا إذا العين رأتها نبت ... ولا إذا الطرس علاها نبا

فحفظها المكتفي فكان ينشدها اهـ

وفي مكان آخر من الكتاب عن أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه قال أخبرنا محمد عبد بن حمدون قال تذاكرنا يوماً بحضرة المكتفي فقال فيكم من يحفظ في نبيذ الدوشاب فأنشدته قول ابن الرومي

إذا أخذت حبه ودبسه ... ثم أخذت ضربه ومرسه