للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأودية الثلاث درجات يعرفها كل من سار في الرحلة الروحانية في كل زمان. أما الوادي الرابع فيتميز بائتلافه مع آمال البهائيين. وادي الوحدة الإلهية. ولما كانت أغراض الناس مختلفة متباينة حق علينا أن نعترف بالوحدة الإلهية الموجودة في كل الوجود وأن نتحقق بمجرد وجودنا اتحاد الإنسانية وهذه - الوحدة الإلهية.

وإذا تم ذلك استنارت أمامنا ظلمات الطرق وسهل حزنها فيصل السائح إلى وادي الرضا حيث كل شيء سار جميل ويجد طالب السعادة فيه ثوابه ويلي ذلك وادي الحيرة حيث تتحلى فيه المظاهر الأولى على حقيقتها وتخلص الأفكار من الأوهام والخرافات التي كانت تحوطها وينبلج الحق فنعترف به مع الخشوع والذهول اللذين يظهران على الطفل لو أوتي عقلنا وننظر إلى معجزات الكون التي عميت عنا أبصارنا على تقدم أعمارنا ثم نبلغ أخيراً وادي الفقر حيث نوقن أن كل مجد دنيوي تالد وطريف وكل شرف وفخار وحلية ونعمة ما هي إلا أسماء سميناها واتبعناها ما أنزل الله بها من سلطان. وفي ذلك أيضاً تظهر روح البهائية قريبة جداً من روح فرنسيس. إذن فلا شك في أن العقائد البهائية ليست جديدة في ذاتها ولا حديثة في تفاصيلها بل أقدم عهداً من شم الجبال ولكن تطبيقها في هذه الأيام المضطربة الكثيرة الضوضاء واللجب والجلبة تجعلها جديدة. فهلا يسمع العالم ذلك الصوت العالي المنادي بالمساواة المطلقة. والمؤذن بالأخوة الروحانية العامة هلا سمع العالم نداء الأنبياء؟

هذه هي كلمة جريدة (لندن كرونكل) عن البهائيين وزعيمهم الأكبر المقيم اليوم في رمل الإسكندرية - عباس أفندي الملقب بعبد البهاء_وسنأتي في العدد القادم على وصف زورتنا لهذا الرئيس الديني الكبير وما جرى من الحديث بيننا وبينه إن شاء الله.