وخذ كل ما تحتاجه من آلهة القريض ودع لغيرك الحرف والصناعات والأعمال والأشغال. واترك لهم عجلات الحكومة يديرونها والبرلمانات والخطب والمحاكم والقضاء والحرب وزلزاله، والخوف وبلباله. واستتر عن هذه وهاتيك في زوايا الطبيعة ملتحفاً أبراد الظلال، على خرير الزلال. مستهدفاً لقاذعة الذم والهجاء. وقارعة السخر والاستهزاء. فهذا عمرك الله هو الستار الذي صان به بان زهرته المحبوبة وتعز بتشجيع أخوانك. وتأييد خلانك. ولك الأرض بعدُ مجالاً وممرحاً. والبحر مغاصاً ومسبحاً. ولك العيون والأنهار. والسيول والأمطار. وكل ما استعاره الغير أو استأجره فأنت صاحب حوزته. ومالك ربقته. ولأنت رب الخضراء والغبراء والدأماء. وحيثما سقط الثلج أو جرى الماء. وغنى الهزار وصاحت المكاء وأسفر القمر ولاحت الجوزاء. واختلط الظلام في مطلع الفجر بالضياء. وامتزج الغناء من حمائم الأيك بالبكاء. وحيث كان الحب والولاء. والكره والبغضاء. والخوف والرجاء. وجدت أيها الشاعر مسبحاً ومجالاً. وانهالت عليك الخواطر الحسان انهيالاً. (يتبع)