للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للضمائر وتقوية للعزائم وتنويراً للأذهان.

إذا تقرر كل ذلك علمنا أن في طاقة الملحد بل من المحتم القيام بواجب المؤمن قبل ربه فإن الأخير وإن صف يديه وثنى ركبتيه غير أن ما يخفيه بين أحشائه ويكنه في ضميره قد يخالج الأول ويستقر في أعماق نفسه.

إننا إذا صعدنا بنفوسنا قبل الله فإنما نصعد بها قبل العدل والجمال والحقيقة والملحد غير عاجز عن ذلك. إن المؤمن وإن رأى ضرورة تمثيل الكمال والجمال والحقيقة والعدل في ذات الإله إلا أنه لم يتقدم عن الملحد خطوة ولم يسبقه قيد شيء لأن مواهبه محدودة فلا يقدر أن يحيط بغير المحدود ولا يدرك شيئاً من الحقيقة إلا بواسطة العلوم ولا يحظى بالجمال من غير الفنون والطبيعة ولا يتسنى له العدل إلا بالعمل.

ومن هنا يتضح لنا جلياً أن الواجبات الدينية هي في الحقيقة واجبات شخصية وقد أثبتنا أن جميع الواجبات الشخصية في الواقع واجبات اجتماعية والخلاصة أن الآداب النفسية والدينية داخلتان ضمن الآداب الاجتماعية التي هي الكل في الكل.