ألاتين بسلانيك ليقيم بقصر بكلربك سجيناً على ضفاف البوسفور وبلغه نبأ خفوق علم الصرب فوق مقبرة السلطان مراد الخامس وازدحام خيل البلغار بسهول لولو برغاس واستيلائهم على قرق كليسة وباقات الرياحين يقابلهم بها أهلوها بدلاً من مقذوفات البنادق والمدافع أخذه العجب واستولت عليه الدهشة وجعل يقول: كيف تركوا البلغار واليونان يتحدون؟
ولعمري لقد أصاب في تساؤله فإن الضغائن والأحقاد أيبست الثري منذ اثني عشر قرناً بين هاتين الأمتين. وقد أجمع مؤرخوا الإمبراطورية البزنطية على أنه لم يبق لها عدو غير البلغار على الرغم م كثرة أعدائها. ولذلك كان كل همهم وأول واجب على قياصرتهم أن يضربوا هذه القبائل البلغارية حتى لقد كان أكبر لقب يفخر به إمبراطرتهم هو لقب قاتل البلغار
نقول ولكن أبى الله إلا أن ينزل بدولة الخلافة هذه الكارثة النكراء والداهية الدهماء. فانبعثت نفوس المسلمين في جميع الأقطار. ونفضوا غبار الغفلة عنهم. ودبت روح الحمية فيهم. ورأوا أن من واجب الخلافة عليهم أن يعرفوها وقت الشدة. ويمدوا إليها يد المساعدة. وكان في طليعة الجميع المصريون ثم إخواننا الهنود. والفضل كله في همة المصريين راجع لسلالة تلك الأسرة العلوية الكريمة فقد قام أمرؤها قومة مباركة وتركوا مشيد قصورهم ليالي وأياماً. واستعاضوا عنها بحجرات القاطرات أصباحاً وإمساء.
وجابوا القطر طولاً وعرضاً ى يعرفون سآمة ولا تعبا. نخص بالذكر منهم دولتي الأميرين الجليلين البرنس عمر طوسون باشا والبرنس محمد علي باشا إذ كانت رياستهما احتفالات التبرعات أكبر داع للنجاح. وكانت للأموال التي جمعت أكبر معين للمجاهدين على استمرار جهادهم وأحسن عزاء، وأعظم آس لجرحاهم ومرضاهم.
كل الناس يعلمون ما قامت به لجنة الإعانة للمجاهدين التي رأسها الأمير الجليل البرنس عمر طوسون باشا من جليل الأعمال. وكذلك ما قامت به جمعية الهلال الأحمر المصرية برئاسة دولة الأمير شقيق الجناب العالي الخديوي.
والتي يرأس لجنتها التنفيذية الأمير الكريم البرنس يوسف كمال باشا. وترعاها أم المحسنين الموقرة والدة سمو الجناب العالي حفظهم الله فقد بعثت متعدد البعثات إلى