للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عمل في مناطق تأثير المغناطيس الكهربائية يحمله على القول بأن الأثير هو أصل قوى التجاذب والتنافر ومن غيره لا تكون.

وقال (تلفر بريستون) في كتاب له أن الأثير موجود بشكل غاز، وأنه مكون من جزيئات لكل مادة ولكنه لم يثبت ذلك غير أن بعض الفلاسفة استنتج من قيامه بالتجاذب والتنافر بين الأجسام أنه مكون من جزيئات.

والفكرة الغالبة أنه مادة متصلة متجانسة موجودة ككتلة واحدة مالئة للكون وقد بنيت جميع الاختراعات والاكتشافات الحديثة على حقيقة أن الأثير هو أصل كل حركة وتأثير وهو موجد العلاقة بين الأجسام، وأن له طاقة لا نهاية لها وأن أغلب الأجسام تحسن توصيله، بمعنى أنه يمكنه اختراقها والتجوال بين ذراتها. وفي فلسفة النشوء والتكوين أن العالم مكون من مادة وقوة أو مادة وطاقة وأن تحول الطاقة وانتقالها من نقطة إلى أخرى هو سبب كل ما في هذا الوجود من حركة، مهما كان نوعها وأن الأثير هو الموصل للحركة والتأثير الناشئين عن عمل الطاقة من جسم إلى جسم.

فالأثير إذن موجود في كل موضع، وداخل أي جسم وفيه تنتقل ذرات الجسم من نقطة إلى أخرى داخله لتكوين الحرارة أو للمغطسة أو للتكهرب كما هو معلوم في علم الطبيعة والكيمياء الطبيعية.

ومن ذلك أن الأثير موجود داخل جسم الإنسان، وكل حركة داخل الجسم تحدث فيه ذبذبة ينشأ عنها أمواج فيه تخترق الجسم إلى الخارج.

أما عمل المخ فليس إلا حركات تتحركها ذراته بنظام فتؤدي إلى العلم والشعور بصور ومعان والفضل في هذا الشعور للخلقة أو الطبيعية ويثبت حركة ذرات المخ احتياجه إلى التغذية ومرضا احتقان المخ وفقر الدم فيه، لأن التغذية لا تكون إلا لتعويض ما فقده من طاقة على العمل.

وعلى حقيقة تحرك ذرات المخ بنيت فنون كثيرة منها قراءة الضمير وتفسيره أن تذبذب المراكز المخية المنوطة بالتخيل يحدث ذبذبة في الأثير كما قلنا ينشأ عنها أمواج فيه تخترق الجسم حتى إذا وصلت إلى مخ ساكن مستعد لقبول الرسائل الخارجية تحدث في ذراته ذبذبة تؤدي إلى نفس المعنى المنقول لأن الطبيعة واحدة وخلقة المخ واحدة. وهذا