فقد أعطي لكل حرف من الحروف الهجائية علامة هندسية خصيصة به ثم أتى بعلامات إضافية لبعض الحروف ليسهل بذلك اتصالها واستغنى بذلك عن الشكل لأنه من العبث استعماله في الكتابة المختزلة ثم اتخذ من ذلك كله قاعدة عامة ثابتة لا تتغير يسهل على الطالب إدراكها فجاءت طريقته أفضل ما ظهر (في رأينا) من نوعها حتى الآن. وقد طلبنا إلى المسيو راوول بينكردي نموذجاً من خطه المختزل فقدم لنا نبذة من المقامة العاصمية للشيخ ناصيف اليازجي نشرنا صورتها هنا (أنظر صورة المقامة) على الرغم من أن أغلب الكلمات العربية الموجودة في هذه النبذة لغوية ونادرة الاستعمال إلا أنك تجد لها علامات في غاية من البساطة لا يوجد بين الواحدة والأخرى أدنى غموض ولا إبهام وبعض هذه الكلمات كما ترى متصل بعضه ببعض وذلك مما يزيد السرعة في الكتابة فيتيسر بذلك مجاراة أذلق الخطباء لساناً. وأسرعهم بياناً. فحبذا لو نظرت الحكومة إلى طريقته بعين الإهتمام، وأخذت بناصره تشجيعاً له وتنشيطاً لغيره من الذين يعالجون الاستنباطات العلمية المفيدة شأن سائر الحكومات المتمدنة التي لا تفتأ تمديد التشجيع لمساعدة أفرادها النبغاء على أن اللغة العربية في أشد الافتقار إلى هذا الفن المفيد والحاجة ماسة إلى هذا الاختراع ولاسيما في نظارات الحكومة ودوائرها المختلفة مثل المجالس والمحاكم حيث تلقى الخطب والمرافعات والمحاورات بسرعة يتعذر على الكاتب تدوينها كما هي فيضيع معظمها سدى ويهمل في زوايا النسيان. ولما كانت الأمة المصرية قد دخلت في طور جديد من الرقي وخطت خطوة واسعة في سبيل العلم فنحن نرحب بهذا الاختراع المفيد ونطلب لى حكومتنا السنية تقريره في مدارسها التجارية حتى تعم بذلك الفائدة ونصل إلى الغاية المنشودة إن شاء الله.