للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والاعتزال.

وقال الآنسة فانبروج:

إن تساؤلنا لم لا يتزوج اليوم إلا القليلون ليبدو لي من أصعب المسائل التي يشق على فرد محاولة الجواب عليها، وأنا أميل إلى الظن بأن السبب الهام في قلة نسبة الزواج يرجع إلى الترخيص للنساء بهذه الحرية التي لهن اليوم.

لقد وضعت مسز جراندي في الأيام الماضية طريقة صعبة وهي أن المرأة ينبغي أن يكون لها وقت فراغ طويل، ولايجب عليها أتلعب شيئاً من الألعاب إلا ما كان منها هادئاً، وأن تتعلم الخياطة والتطريز وتشتغل بهما في كل يوم، ولا ينبغي لها أن تخرج وحدها إلا نادراً، فنتج من ذلك أن الفتاة العانس رأت نفسها سجينة ما بقيت على عزبتها. فوجدت أن السبيل الوحيدة التي تستطيع بها أن تنال قسطاً أكبر من الحرية. هي أن تتزوج.

أما اليوم فقد سمح للنساء بحرية أكبر من قبل. ورياضات أكثر. فنشأ ولا ريب من ذلك أن كثيرات منهن يشعرن بأنهن سعيدات مستقلات وهن في العزوبة. ومن الغبن أن يخاطرن بسعادتهن وحرّيتهن في سبيل الزواج.

وقالت مسز ويليمسن الروائية المشهورة:

أرى أن إحجام الناس عن الزواج كثيراً راجع إلى هذا الغلاء الآخذ في الأزدياد حتى لقد أصبح الحب في كوخ أغلى من قبل وأكثر نفقة، وقد زادت الحاجيات عن ذي قبل، ولذلك يعوز الفقير لخطبة الفتاة الحسناء شجاعة أكبر مما كانت في تلك الأيام التي كان الروائيون فيها يختمون رواياتهم بعرس أو خطبة. وفضلاً عن ذلك فإن النساء قد سنحت لهن فرص العمل عن قبل. وازدادت الأجور عما كانت في السنين المنصرمة. فلا حاجة بالنساء إلى أن يتزوجن لغرض الزواج ليس غير. وإذا كان الناس يتزوجون اليوم أقل من قبل فلعلهم يرون في الزواج حالاً أسعد مما رأى آباؤهم.

وقال المستر تمبل ثيرستون الروائي المشهور، وهو من الشباب:

من الخطأ الفادح أن نلقي سبب قلة الزواج على أحد الفريقين، وإذا كان هناك شجار في هذا الموضوع بين الجنسين، فلا بد أن يكون من الأثنين، ولعل النساء يعرفن رجالهن أكثر مما عرفن، والرجال يعرفون نساءهم أكثر مما عرفوا، ومن المحتمل أن يكون هناك شيء