للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويأخذ تأثير الزواج في الضعف ما انتظرنا حتى ينتهي غالباً بالرفض.

وقالت مدام كلارت:

أظن أن قلة الزواج ترجع كثيراً إلى فكرة الجيل الحاضر واختلافها عن فكرة أجدادهم وجداتهم، فإن لهذا الجيل أفكاراً أكبر، ومطامع اوسع وأكثر تبايناً، وأشد طماعة مما كان عليه آباؤهم. وكلما فكروا في الجهاد الذي لقيه آباؤهم في السنين الأولى من حياتهم الزوجية، وكيف كانوا يقتّرون ويقتصدون ويحرمون أنفسهم حتى من ضروريات الحياة، لكي يكفلوا لأبنائهم وسائل التربية الصحيحة، ساءل كل نفسه أيليق بمثلي الزواج، أن لي الآن دخلاً صغيراً، فهل يحق لي أن اسأل امرأة يدها لتعيش معي عيشة التضحية التي عاشتها أمي في الأعوام الأولى من زواجها؟. .

ويذكر كيف كانت والدته وهو صغير تشتغل في الدار أبداً وتعمل، تصلح جوارب زوجها، وترقع أثواب أطفالها، وتجدد أخلاق ثيابها. فيقول بلى أني لأوثر أن أتزوج، ولكن يظهر أن الزواج لا يليق بي أو بحياتي.

ويذكر بعد ذلك السؤال الذي يريد لو يلقيه على الفتاة الجميلة فلا يستطيع عليه إقداماً. وتمضي السنون عليه فيفقد ذلك الميل الذي كان يشعر به وتفقد فتاته الجميلة رونق الشباب.

فإذا نظرنا إلى المسألة من هذه الجهة فمن ذا الذي يستطيع أن يقول أمصيباً كان في بقائه على العزوبية أم مخطئاً.

أما أنا فلا أستطيع أن أجيب عليه ولا أرى لي فيه رأياً.