الدروس والاعتماد فيها على الذاكرة بل كانت تشجعهم على البحث والتقصي المستقلين، وكانت تعلمهم االعلم جنباً لجنب مع وجوه تطبيقه فما يتلقى في حجرة الدرس يطبق في المعمل، وعنوا العناية الكبرى بجعل علم الهندسة الوسيلة إلى ترقية المخيلة والأبعاد في البحث والاستقصاء.
أما التعليم اليدوي فكانت طرقه مختلفة الإختلاف كله عن طرق أغلب المدارس الصناعية إذ اعتبروا الرسم أول خطوة في التعليم العملي حتى إذا أتقنه الطالب نُقل إلى قسم النجارة حيث يتعلم جميع أنواع النجارة الدقيقة منها وغير الدقيقة، ولم يغفلوا أية وسيلة تعين الطالب على أن يفتنّ في هذه الصناعة التي هي أساس كل الصناعات، ثم ينقل الطالب بعد ذلك إلى قسم الخراطة ثم إلى معامل الحدادة ولا يسمح له بدخول قسم الهندسة والميكانيكا إلا إذا جاز هذه الأقسام كلها - وقد أدخلت هذه الطريقة المثلى في مدارس شيكاغو وبوسطن في أمريكا ولكن اقتصر فيها على الجزء العملي. فترى من هذه التجارب سهولة اقتران التعليم العملي الراقي بالتعليم الذي لا بد منه في إخراج عمال مهرة أكفاء.
أن أهم مَعلم من معالم تعليمنا الحاضر - هو تضييع أوقاتنا جزَافاً_فأننا لا نتلقى في المعاهد والجامعة إلا مجموعة من السفاسف والسخافات وإذا كان هناك منها شيء نافع ضيعنا في تحصيله جزءاً كبيراً من وقتنا.
ولا يخفى أن سني الطفولة لا ينبغي أن تروح عبثاً وتذهب باطلاً، فقد أظهر المعلمون الألمانيون أن لعبات الأطفال يسهل أن تصنع بطريقة هندسية حتى تحمل إلى عقول الأطفال شيئاً من المعرفة المادية بالهندسة والرياضيات وأن المسائل التي أتعبتنا أيام المدرسة ليسهل حلها على الاطفال الذين لا يبلغون من العمر أكثر من ثمانية أعوام إذا وضعت في شكل ألغاز لذيذة وفي الواقع لا يستطيع أحد أن يتصور أن كثيراً من العلوم الطبيعية سهلة التلقين إلى الأطفال بل من المستطاع أن تعلم الأطفال قبل سن العاشرة أو الثانية عشر مبادئ العلوم ما عدا علم الاجتماع (طبعاً) ليكتسب الطفل فكرة عامة في الكون والأرض وسكانها وعجائب المخلوقات من كيماوية وحيوانية ونباتية - وتترك قوانينها إلى زمن آخر.
نحن نعلم ما للأطفال من الميل إلى عمل اللعبات بأيديهم وتقليد الكبار إذا شهدوهم في