شعار تحرير المرأة هو منطلق مما سبق من الظلم الذي وقع على المرأة، فجعلوا ذلك الجزء المظلم مدخلاً، ولهذا نقول في شعار تحرير المرأة: إذا كان وضع المرأة المسلمة في العصور المتأخرة قد أصابه ما أصابه من ظلم وتعسف وغمط، فلا شك أن دعوة تحرير المرأة من مثل هذه الأوضاع حق، فالأمة لا ترفض أبداً تحرير المرأة في ذاته، وبمضمونه الإسلامي؛ من حرية الفكر والشعور والرأي والتملك ونحوها، وكل ما يرفع عنها المظالم، ويحفظ لها حقوقها في حدود شرع الله الذي يحكم كلاً من الذكر والأنثى، ولكن الذي حصل ومع الأسف أن شعار تحرير المرأة قد ارتبط بالدعوة إلى السفور والتبرج والاختلاط المحرم والتحلل، حتى إن جماهير الأمة اليوم لا يذكر عندها اصطلاح تحرير المرأة إلا ويقع في خاطرها على الفور معنى تبرجها وسفورها، وأصبح وصف المرأة بأنها متحررة مرادف تماماً لوصفها بالتبرج والسفور والتحلل، رغم أن وصف الحرية في جوهره لا يؤدي إلى ذلك المعنى وما كان ينبغي له أن يؤدي إلى ذلك أبداً، بل لقد أصبح شعار تحرير المرأة مثيراً للقلق والاشمئزاز لدى المسلمين المخلصين الغيورين كافة، ويترتب على ذلك أن رفض المسلمين لهذا المفهوم المنحرف (تحرير المرأة) اعتبر عداءً لحرية المرأة.
إذاًَ: هذا مع الأسف هو قضية الوقفة التي يسمح بها المقام عن معنى أو مصطلح شعار تحرير المرأة.