معاشر المسلمين: إن الحفاظ على الأرواح وأمن الجماعة وصيانة الممتلكات مسئولية مشتركة، أساسها الدين وصحة المعتقد، ويقظة الضمير، ثم الوعي الصادق بالمسئولية والتعاون على مستوى الفرد والجماعة، كل مطالب بالقيام بمسئوليته؛ رجل الأمن، ورجل التربية، ورجل الأعمال، ورجل الإعلام، ورب الأسرة، وربة البيت؛ رجل الأمن ينفذ بوعيٍ وفقه وعدالة، ورب الأسرة يرعى بحزم ويراقب بصرامة، ورجل التربية يعلم بإخلاص ويربي بتفانٍ، ورجل الأعمال يدعم ويساند ويبذل، ورجل الإعلام يكتب ويثقف وينشر بمصداقية وتوازن، الأمن غاية الجميع، والسلامة هدف الجميع، ولن يتم ذلك على وجهه إلا بالتعاون بين كل فئات المجتمع وطبقاته في رفع مستوى الوعي وتنمية الحس الأمني، وحفز الهمم من أجل بناء جسورٍ من التعاون والثقة بين فئات المجتمع.
لم يكن الخلل ولم تحدث المآسي المفجعة إلا بسب الإهمال والإتكالية وعدم المبالاة، فهذا قد قصر في تبليغ الجهات المسئولة، ومسئول قد قصر في التفاعل مع التبليغ، ومبلغٌ يخشى من تبعات التبليغ، والروتين يصدق ذلك أو يكذبه، وما أدى إلى هذه النتائج الوخيمة إلا التقاعس في أخذ الحيطة، والتهاون في لزوم طريق الحذر، وعدم الأخذ بالحزم في الأمر والعزم على الرشد.
ومما لا يمكن إغفاله في هذا الصدد رعاية الأنظمة وتطبيقها بصرامةٍ وعدالة، عقوباتٍ وزواجر جزاءً لمن يخالف وردعاً لمن يريد أن يجازف، حزمٌ شديد يقارنه وعيٌ شديد تتولد من خلالهما رقابة ذاتية، وبمجازاة أفراد ترتدع أمم.
لا بد من الحزم في تنفيذ الجزاءات الرادعة، ولا سيما في حق المتهورين وغير المبالين وأصحاب السوابق.
لا بد من الاطمئنان على حسن القيادة وفقه الأنظمة وإدراك التعليمات وحسن تطبيقها ودقة الالتزام بها.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العزيز وبهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.