وإن مما يستدعي المراجعة والنظر هذه الحروب التي تنشب في هذا العصر بين الحين والآخر، كم حصدت من الملايين، وأزهقت من الأرواح، وألقت بأنواع القنابل، واستخدمت من صنوف السلاح أسلحة فتاكة مدمرة لا يقتصر ضررها على قتل من أصابته، ولا ينحسر أثرها في ميدان المعركة، ولكنها الأضرار والأمراض على الأحياء كل الأحياء؛ من إنسانٍ وحيوانٍ وشجرٍ وبيئة، بجرثوميتها، وكيميائيتها، ونوويتها.
في رمادها وغبارها وإشعاعاتها قتل وحرق وتدمير وخراب لمساحات هائلة طولاً وعرضاً وعمقاً، مما يهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد.
أي مبادئ؟! وأي سياسات تخرج منها الصانعون والمخترعون والمستعمرون؟!
سجلات حروبٍ مثقلة بالغضب، والظلم، والتعدي، والقسوة، والغلظة، لا تخضع لقانون، ولا يقرها عدل، وكتاب ربنا نحن المسلمين يحدثنا عن القتال في غايته وآدابه:{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[البقرة:١٩٠].
حروب وأسلحة لا تعرف إلا الإبادات الجماعية، قتلاها بالمئات والألوف والملايين، ودمارها يلف المساكن والمزارع والمساجد والمعابد والأسواق والطرقات.
كوارث وحروب هي الأكثر تسميماً في التأريخ، والمستقبل في هذه الحروب مظلمٌ، إن استمر الحال على ما هو عليه.
إن الإحصاءات لتئن من الأعداد الهائلة لحصاد هذه الحروب، في قارات الدنيا كلها، إنهم بعشرات الملايين في وحشية مسعورة، وتقنيات مخيفة.