الحمد لله أوجد الكائنات بقدرته، وفاوت بينها بحكمته، أحاط بها علماً، ووسعها حكماً، أحمده سبحانه وأشكره، عمَّنا فضلاًَ وإنعاماً، وأولانا عقولاً وأفهاماً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جلَّ عن الشريك والنظير، وتنزه عن الوزير والظهير، وكل الخلق إليه فقير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، الرسول الأمين، ورحمة الله للعالمين أجمعين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه وذريته، ومن اقتفى أثره، وسار على طريقه وسنته، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله، فالأيام قلائل، والأهواء قواتل، فليعتبر الأواخر بالأوائل.
مَن كان الموت طالبه، كيف يلذ له قرار؟!
ومَن كان رحيله إلى الآخرة فليست له الدنيا بدار!
بنو آدم فرائس الأحداث، وغرائس الأجداد، لقد صدق الزمان في تصريفه وما كذب، وأرى الناس في تقلباته العجب.
فبادروا -رحمكم الله- أيامكم قبل هجوم الفاقرة، واستعدوا للقدوم إلى الآخرة:{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}[النازعات:١٣ - ١٤].