نأتي في نهاية حديثنا ولقائنا، لأتحدث عن مركز الأمير سلمان الاجتماعي.
فهذا المركز ينتسب إلى شخصية في بلادنا مرموقة، لها بصماتها التي لا تمحى، وبخاصة في حاضرة البلاد وعاصمتها رياضنا النضرة، ومن غير المبالغ فيه أن نقول: إنها لم تكن لتصبح بهذه النضارة لولا توفيق الله أولاً ثم هذا العمل الدءوب المتميز الذي يوليه سموه لها ولأهلها وأبنائها والوافدين إليها من أنحاء المملكة وخارجها.
إن هذا المركز يمثل منتدىً ثقافياً اجتماعياً صحياً وظيفياً مهنياً، ولعل ما رُسم للمركز من أهدافٍ طموحةٍ تلبي طموحات الأمير من تقديم الرعاية المفتوحة لكل مرتاديه، حيث يجدون فيه ما يشغل الوقت، ويبهج النفس من برامج هادفة ومناشط متنوعة، تتناسب مع الظروف والإمكانات في مناخٍ اجتماعيٍ تسوده روح المودة والاحترام مع جو التعاطف والمرحمة، في مركز متكامل المرافق من الأنشطة الثقافية والرعاية الاجتماعية بشتى مجالاتها صحيةًَ وغذائيةً وترويحية.
إنه مركزٌ يستفيد ويفيد، يستفيد من ذوي الخبرة والتجربة ممن يرغبون في تقديم خدماتهم وشغل أوقاتهم بأسلوبٍ علمي، كما أن من طبيعة إنشائه فتحه أبوابه لإسهام كل مختصٍ، حيث يتيح جو المشاركة في العلاقات الاجتماعية من أجل اكتساب المزيد من المعرفة وتنمية القدرات وكسب المهارات، ولعل من أهم مهام المركز تهيئة كل منتمٍ إليه ليدرك متغيرات المجتمع وتعاقب الأجيال، لتبقى الجماعات بكل فئاتها محتفظة بتواصلها الاجتماعي والأسري.
إنه مركزٌ يتيح جو المشاركة في العلاقات الاجتماعية والمناسبات المتعددة من أجل اكتساب المزيد من المعرفة وتنمية القدرات وكسب المهارات.
هذا ما تيسر تدوينه، وأرجو ألا أكون أطلت عليكم، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.
والموضوع ثَرِيٌّ وثَرٌّ، ويحتاج إلى مزيد من البسط والكتابة أيضاً وبنوع من العمل الموسوعي أو الفهرسي وبخاصة فيما يتعلق بحصر صور الرعاية الاجتماعية في تاريخ أمتنا من خلال طبيعة وظائف الأوقاف، ومن خلال المدارس، ومن خلال الأربطة، ومن خلال النُّزُل، فلو أن الإنسان درسها ودرس شروط الواقفين وشَرَط أيضاً توجيهات الولاة فيها -كما أشرنا إلى ذلك- وكذلك الفقهاء وتوجيهات العلماء -كما أشرنا في كلام بدر الدين بن جماعة - فإن هذا سوف يعيد لنا أولاً ثقتنا بأمتنا وبأنفسنا ويعلم أن ما جاء به المعاصرون ما هو إلا بناء على ما سبقهم من أمم وبخاصة أمتنا، كما أشار المستشرق في كلامه الذي استشهدنا به.
وأقول هذا القول، وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه وسلم.