ومما يستوقف النظر والتأمل -والموقف موقف اعتبارٍ واستبصار- ما يعبر عنه بعضهم في ضحايا الكوارث بقولهم: إنهم ضحايا أبرياء سبحان الله! أبرياء؟! مَن الذي ظلمهم؟!
لقد كان الأولى والأجدر أن يعلموا أن هذه حوادث ونوازل وابتلاءات يقدرها الله سبحانه وتعالى ويسوقها، والموت ليس عقوبة، فربنا -جلَّ وتقدس- له الخَلْق كله، وله الملك كله، وبيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، تعالى وتبارك أمات وأحيا، وأضحك وأبكى، وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمى، كلٌ من عند ربنا، نرضى ونسلِّم، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا:{وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف:٤٩].
هذه الآيات والأحداث يتلقاها المؤمن موقناً بقدرة الله الخالق العظيم وقدره، يخشى غضبه ويؤمِّل رحمته في عظيم ابتلاءاته.
أيها المسلمون: ومما ينبغي أن يُذْكَر فيُشْكَر -والموقف موقف اعتبارٍ واستبصار- أن كثيراً من الناس عندما حدث الكسوف ظهر فيهم رجوعٌ إلى ربهم، ففزع كثيرٌ منهم إلى الصلاة، وقصدوا بيوت الله يتوجهون لربهم بالدعاء والتضرع، ولقد كان لكثيرٍ من أجهزة الإعلام دورٌ مشكورٌ غير منكور.
فهل يا ترى نقف وقفة لنرى عِظَم أثر الإعلام بوسائله المتنوعة، إذا توجه إلى الناس بجدية في التوعية وإحسانٍ في التوجيه وأسلوبٍ ناصع في البيان والبلاغ؟!