إن ما يحدث هو حرب عقيدة، وإبادة شعب، وإلغاء وطن، إنما هو اجتثاث جذور الإسلام من أوروبا، من أجل هذا! لم يسمع الغرب صراخ الأطفال، وأنين الثكلى، لم يأبه بانتهاك الأعراض، ولم يكترث بجثث الشيوخ وسحق الأبرياء، أين أنتِ يا منظمات العصر الدولية؟
وأين أنتِ يا لجان حقوق الإنسان؟
أين هي الأعراف الدولية؟ وأين هي المواثيق الدولية؟
هل يحتاج أن يَذكر التاريخ أو يُذَكِّر أن الغرب لا يزال يدفع لليهود ثمن ما فعلته النازية في بضع مئات من اليهود، ولكن ما يفعله مجرمو الصرب بمئات الآلاف من المسلمين لا يثير أي شفقة ولا يدر أي دمعة! سقطت الملاذات الآمنة، وكان على رأس الساقطين معها: الأمم المتحدة بقواتها وقراراتها ووعيدها وتهديدها.
وعلى رأس الساقطين أيضاً: حلف الأطلسي، وقوة التدخل السريع، ومع هذا السقوط تجسد الانفراط الدولي والفوضى العالمية في نظامها الجديد، فوضى على مستوى كبريات دول العالم لم يسبق لها مثيل، كثرة الهرج والمرج وربك أعلم بمصيرها ومصير أهلها، تدهور مجلس الأمن، وضاعت الأمم المتحدة، وذابت المبادئ، صورة حية، وشاهدة من حياة وحوش الغاب، وفوضى السباع، لا يريدون سلماً ولا سلاماً ولا إسلاماً، ليس إلا المصالح السياسية الضيقة، والاحتكار الاقتصادي الخانق، وديكتاتورية تفسير المصطلحات والمبادئ.