إن الإسلام يدعو أهله لينظموا جهودهم الواجبة والطوعية لسد حاجات الأفراد والأُسَر وكل من كان في حاجة إلى مساعدة مادية أو عينية أو معنوية أو صحية أو إعانة بدنية، ونصوص الشرع جلية متكاثرة في تخصيص أصحاب القدرات الناقصة والإمكانات القاصرة بنوع رعاية كالأطفال، وكبار السن، والعجزة، والأرامل، والمساكين، وهذه قدرات متناقصة من أنواعٍ متباينة كما تعلمون، فعجز الطفل غير عجز كبير السن، والعجز في الأرملة غير عجزه في الأنواع السابقة وهكذا.
فنصوص الشرع جلية متكاثرة في تخصيص أصحاب القدرات الناقصة، والإمكانات القاصرة بنوع من الرعاية، سواءٌ أكان في سن الحضانة أم مَن كَبُر حتى صار زمناً أم كان من أصحاب الإعاقات أو ذوي العاهات والأرامل واليتامى والمساكين والمسافرين وأبناء السبيل.
ومن المؤكد أنه يدخل فيهم ما يستجد من حوادث ونوازل حسب الحاجة والمتغيرات من نزلاء دور التوجيه الاجتماعي والملاحظة الاجتماعية، وسيزداد الأمر هذا جلاءً -إن شاء الله- حين الحديث عن صورٍ من الرعاية في الإسلام.
ولم أورد نصوصاً كثيرة في هذا؛ لأني أعلم أنها -ولله الحمد- في مجتمعنا معروفة، فأكثر الناس يعرفون نصوص الكتاب والسنة الخاصة في المطلقات واليتامى والمساكين وكبار السن والأطفال، حتى المجانين، فكلٌ له نصيبه في هذه النصوص مما أعلم أنه جلي، ومن هنا لم أورد نصوصاً في هذا اللقاء، وإن كان بودي لو أستشهد بها باعتبار أنها توضح المقصود؛ لكن أعلم أنها جلية لديكم، ومقامي لن يسمح بأن أوردها على النحو الذي كنت أريده، مع أنه في ثنايا هذا الدرس سوف تأتي بعض النصوص؛ لكنها -في ظني- غير كافية لمن يريد أن يستشهد لذلك، ولا يحتاج إلى برهان، كما سوف نرى.