أيها الإخوة! إن قضية بيت المقدس، وقضية فلسطين لا تنفصل ألبتة عن قضية الإسلام كله، إنها ليست أرضاً فلسطينيةً أو عربيةً فحسب، بل إنها قبل ذلك وبعده أرض المسلمين أجمعين، تُفْدَى بالأرواح والمُهَج، وإذا ضعف الإسلام في نفوس الأتباع ضعفت معه روابط الحقوق والحماس والفداء في قضاياه كلها، ويوم يترسخ الإيمان، ويصفو المعتقد، وتسود الشريعة، وتعلو الشعائر، ستحيا كل القضايا، وسيتحقق كل مطلوب.
وبعد فيجب أن يعي المسلمون ويعلنوا أنه لا سبيل لاسترداد الحقوق واستنقاذ المغتصبات في أي مكان، وعلى أي أرض، إلا حين يعتصمون بحبل الله، ويكونون جميعاً ولا يتفرقون، ويصطفون عباداً لله إخواناً، يجمعهم نداءٌ واحد لا نداءَ غيرُه:{يا مسلم، يا عبد الله}{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[يوسف:٢١].