نسمع عن علم الكلام، وما مدى صحة هذه التسمية، وهل تدل على شيء؟
الجواب
هم يسمون علم العقائد علم الكلام، بل حتى الذين يأخذون به يسمونه الكلام وهم الذين يقولون للعلماء: أنهم يثبتون العقائد بطريق العقل، وبطريق المنطق، والمنطق له قواعد خاصة، وله أيضاً قواعد معينة كبرى وصغرى إلى آخره فهم يحاولون أن يثبتوا العقائد وبخاصة ما يسمونها بتسوية الدين كالنبوة ووجود الله عز وجل، ومسألة الصانع، والنبوة والمعجزة والقرآن فكل هذه عن طريق المنطق وعلم الكلام، ولكن لا شك أن هذا كما أشرنا في مفتتح حديثنا العنصر الأول ذكرناه هي طريقة القرآن في إثبات التوحيد وإثبات العقيدة، وهو النور والهداية لكن مع الأسف لا تؤدي الغرض.
والشيء الثاني: أننا لو سلمنا -إن صح التعبير- به في خاصة الخاصة فلا يفقه العامة منه شيئاً، ولهذا أشير إلى كلمة لواحد منهم من علماء الشافعية، كلام لطيف جداً ذكره ابن حجر الهيتمي صاحب كتاب: الزواجر من علماء الشافعية، وإن كان له كلام منتقد لكن على كل حال له كلام في هذا يؤخذ به، يقول: ينبغي منع من يشهر علم الكلام بين العامة -وأنا أقول بين العامة والخاصة- لقصور أفهامهم ولأنه لا يؤمن عليهم من الزيغ والضلال، ولابد من أخذ الناس بفهم الأدلة على ما نطق به القرآن ونبه عليه إذ هو بين واضح يدركه العقل.
كلام سليم وصحيح، فعلم الكلام ليس بحجة ولا يستفاد منه شيء إلا في بعض الأشياء فيما يتعلق بالعقل؛ لأن الهداية بيد الله لا تخالف القرآن وفي الأمم في الحاضر والماضي كفار صناديد، وهم مع ذلك كما في الهند يعبدون البقر، علماء في الذرة وعلماء في الكون ومع هذا يعبدون البقر والأصنام والأوثان.
اليابانيون كلهم بوذيون يعبدون بوذا وبعض الإخوان ذهبوا إلى هناك، فتستغرب على أناس على مستوى من العبقرية العلمية والعلوم المادية ومع هذا يجلس إلى التمثال بوذا.